الجمعة, نوفمبر 22
Banner

نتنياهو يرضخ لتهديدات المقاومة ويؤجّل ‏المسيرة إلى الثلاثاء… والثقة بالحكومة ‏الجديدة الأحد / نصرالله يحذّر من حماقة ‏تجرّ للحرب… ويلوّح باستيراد ‏المحروقات

بات واضحاً أن زمن استقلال الكيان قد انتهى وأن الانتداب الأميركي يدخل حيّز التنفيذ، كما ‏قال مرجع سياسيّ يواكب تطورات مسيرات الأعلام الصهيونية التقليدية في القدس، بعد ‏تهديدات المقاومة بحرب إقليميّة، تخشاها واشنطن، وتسعى لتفاديها، وكانت الحكومة ‏الجديدة للكيان بدون بنيامين نتنياهو إحدى نتائج مساعٍ أميركية حثيثة لمنع التصعيد الذي قد ‏يُخرج الأمور عن السيطرة بعدما ظهر الكيان عاجزاً عن تحمل كلفة حرب مع غزة وحدها، ‏وعاجزاً عن تحقيق أي إنجاز يبرر وقفه للنار رغم تمديد مهلة إنهاء الحرب أمامه عدة مرات، ‏بحيث تكرّست معادلة المقاومة، “إن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا”، وربط مصير الحرب بالقدس، ‏وشكلت تطورات المسيرة من قرار الشرطة بإلغائها، الى إصرار نتنياهو على إجرائها في ‏موعدها يوم غد الخميس، ثم قراره بتأجيلها إلى الثلاثاء، لبلورة صيغة جديدة لها حكومياً، وهو ‏يعلم أن الثقة بالحكومة الجديدة ستبتّ يوم الأحد، تعبيراً عن تسليم نتنياهو بالهزيمة على ‏الجبهتين، الحكوميّة والميدانيّة، فهو كان يراهن على المسيرة الخميس لتشكيل منصة تصعيد ‏بوجه الحكومة الجديدة، وتراجعه يعني اقتناعه بأنه لا يملك الموازين اللازمة لخوض ‏المواجهة، فقرّر ترك الملف فخاً بوجه الحكومة المقبلة فإن قامت بإلغاء المسيرة يسهل ‏اتهامها بالتراجع والهزيمة أمام قوى المقاومة، وإن أصرّت عليها يستدرجها الى الموقع الذي ‏يتيح له التلاعب بها بين ثنائية استرضاء الشارع واسترضاء واشنطن‎.‎

الوضع في القدس كان حاضراً في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بتحذيره ‏من مغبة ارتكاب حماقة من جانب كيان الاحتلال المأزوم والحاقد والأحمق، وتأكيده على ‏معادلة قوى المقاومة باعتبار الاعتداء على القدس سبباً لحرب إقليميّة، مشيداً بموقف أنصار ‏الله في اليمن واستجابتهم للمعادلة وانضوائهم ضمنها، مفرداً للملف اليمني فقرة خاصة ‏شارحاً لحتمية التلازم بين وقف النار ورفع الحصار، كي لا يتحوّل الحصار الى حرب بطريقة ‏أخرى للإخضاع والإذلال‎.‎

تناول السيد نصرالله الوضع اللبناني بالتفصيل، في كلمته بمناسبة العيد الثلاثين لقناة المنار، ‏فنفى أي أساس لفكرة عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، سواء بالذهاب إلى انتخابات ‏مبكرة اعتبرها دون جدوى وترجمة لخلفيّات فئويّة لا وطنيّة، أو بما يُحكى عن فرضية تأجيل ‏الانتخابات، مؤكداً أن الأمر لم يرد في حساب حزب الله، وهو يرفضه، وشدّد السيد نصرالله ‏على أن الأولويّة تبقى لتشكيل حكومة، وكل طروحات أخرى صرف للنظر عن جوهر الأزمة، ‏داعياً الجميع للانصراف لتذليل العقد من طريق تشكيل الحكومة الجديدة‎.‎

توقف السيد نصرالله أمام الشأن الحياتي وأزمات فقدان الأدوية والمحروقات والمواد ‏الغذائية، محمّلاً المسؤولية للاحتكار، وغياب الدولة عن الرقابة، داعياً لتفعيل أداء مؤسسات ‏الدولة قبل تشكيل الحكومة وبعده، مجدداً الاستعداد لحشد عشرين ألف متطوّع إذا كانت ‏المشكلة في نقص الجهاز البشري، وفتح نصرالله مجدداً قضية استيراد المحروقات من إيران ‏مجدِّداً العرض الإيراني الاستعداد لتأمين احتياجات لبنان بالليرة اللبنانيّة، متسائلاً عن سبب ‏عدم التعامل مع هذا العرض، ما لم يكن السبب هو الخشية من الأميركي الذي لا يساعدنا ‏ويريد منّا أن نمنع المساعدة عن أنفسنا، ملوّحاً بإقدام حزب الله على الاستيراد مباشرة ‏للمحروقات من إيران، إذا بقيت الأزمة تتفاقم وغابت الحول، ولم تتشكل الحكومة، وبات ‏اليأس من الحلول عبر الرهان على الدولة هو الحال، قائلاً في هذه الحال نحن في حزب الله ‏سنذهب إلى إيران ونتفاوض على شراء المحروقات ونأتي بالسفن الإيرانيّة إلى مرفأ بيروت، ‏ولتمنعنا الدولة عن تأمين البنزين والمازوت للبنانيين‎.‎

في الشأن الحكومي، قالت مصادر على صلة بالاتصالات الجارية لحلحلة العقد الحكوميّة إن ‏سلسلة لقاءات تمّت خلال الساعات الماضية، منها لقاء جمع المعاون السياسيّ لرئيس مجلس ‏النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، ‏ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، برئيس التيار الوطني الحر ‏النائب جبران باسيل، وأن مقترحات جديدة نوقشت خلال هذه اللقاءات ومنحت مهلاً لدراستها، ‏بينما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لوفد نقابة المحررين الذي التقاه أمس، أن الأسبوع ‏الحالي حاسم في الملف الحكومي‎.‎

وأكد السيد نصر الله مواصلة السعي لتأليف الحكومة وعدم اليأس، مؤكداً مساعدة الرئيس ‏بري في مبادرته. ودعا المعنيين بتأليف الحكومة بأن يسمعوا أوجاع الناس ويشاهدوا القلق ‏في عيونهم وأن يضعوا المشهد الإنسانيّ أولاً قبل اعتباراتهم‎.‎

وفي كلمة في الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة المنار، كشف السيد نصرالله أن “حزب الله ‏سيفاوض الحكومة الإيرانية وسيشتري بواخر محروقات منها في حال اليأس من تحمّل الدولة ‏اللبنانية مسؤوليتها، كما سيدخلها إلى الشعب اللبناني عبر مرفأ بيروت وعندها لتوقفه ‏الدولة‎”.‎

وشدد على أنه “يجب أن تجري الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها مهما كانت الظروف”، ‏وأكد أننا “ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء إليها هو مضيعة للوقت وهو إلهاء للناس ‏ومن يطالب بالانتخابات النيابية المبكرة فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمّل المسؤولية”، ‏ورأى أن “أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبيّة فئوية، لا علاقة لها ‏بوطن وشعب”. وكشف أن “الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء وكذلك ‏المواد الغذائيّة”، وأضاف “عندنا في لبنان المحتكرون يسرحون ويمرحون ومعروفون، ولكنهم ‏يحظون بالغطاء السياسي”، وتابع “الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج سنوات ولا يجوز ‏انتظارها بلا حل للوضع الحالي”، وقال “أنتم الذين تحتكرون الدواء والمواد الغذائية وما ‏يحتاجه الناس من ضروريات الحياة بانتظار أن ترتفع الأسعار، أنتم خونة، قتلة، وشركاء في ‏جهنم مع قتلة النفس المحترمة”. واعتبر أن “على الحكومة والوزارات المعنية الحالية أن تعلن ‏حرباً على الاحتكار والمحتكرين. وهذا جزء من المعالجة‎”.‎

وأعلن الامين العام لحزب الله ان “حزب الله يعرض تقديم 20 ألف متطوّع لدعم الدولة في ‏مواجهة الاحتكار”، ولفت الى أن “معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة عبر ‏النفط الإيراني لكن بحاجة لقرار سياسي جريء”، وتابع “كل الذل الذي يعاني منه الشعب ‏اللبناني أمام محطات الوقود ينتهي سريعاً عند اتخاذ قرار التخلي عن أميركا واستيراد النفط ‏من إيران وبالليرة اللبنانية”، واضاف “أيها الشعب اللبناني كل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم ‏لن يحصل”، وقال “الحكومة الجديدة إن شُكّلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حلّ لديها إلا ‏صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم”، وسأل “هل أحد أسباب تأجيل تأليف ‏الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية؟‎”.‎

وحذر السيد نصرالله أنه “اذا استمر الإذلال بموضوع البنزين والمازوت ودون وجود حل للأزمة ‏فإننا كحزب الله سنتفاوض مع الحكومة الايرانية ونشتري بواخر بنزين من إيران الى ميناء ‏بيروت ولتمنع الدولة اللبنانية إدخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني”. كما وأشار ‏السيد نصر الله الى ان “البطاقة التمويلية اذا أقرّت في مجلس النواب تساعد 750 ألف عائلة ‏في تخفيف المعاناة. ونؤيد مشروع هذه البطاقة”، وتابع “تشكيل حكومة جديدة هو المدخل ‏الطبيعي للاقتدار على مواجهة الأزمة، فهي السلطة التنفيذية في البلد‎”.‎

وأشارت مصادر نيابية في فريق المقاومة ومطلعة على ملف الكهرباء لـ”البناء” أن إيران ‏مستعدة لتزويد لبنان بكل ما يحتاجه على عدة صعد لا سيما بقطاع الكهرباء والمحروقات ‏والأدوية. والمفاوضات انتهت في هذا الملف والتنفيذ ينتظر القرار الأخير لتبدأ البواخر ‏الإيرانية بالإبحار الى لبنان. وشددت المصادر على أن حزب الله سينتظر المعنيين وقتاً ليس ‏طويلاً لحل ازمة المحروقات. وفي حال لم تحل فسيمضي بالحصول على الدعم الإيراني ‏بالمحروقات من دون أية خشية أو اعتبار لردة الفعل الأميركية‎.‎

وبعد ساعات على تحذير السيد نصرالله صادقت الحكومة العراقيّة، على ‏دعم لبنان بالنفط الخام وزيادته من 500 ألف طن إلى مليون طن‎.‎

وأوضح الناطق باسم الحكومة العراقيّة وزير الثقافة حسن ناظم في مؤتمر صحافي عُقِد في ‏بغداد أن “القرار يجب أن ينفذ بالسرعة القصوى ذلك للحاجة الماسّة لهذا الدعم الى لبنان ‏الشقيق لأنه يمرّ بظروف غير عادية‎”.‎

في غضون ذلك، وعلى الخط الحكوميّ وبعد انتهاء كلمة السيد نصرالله عقد لقاء ضمّ ‏معاوني الرئيس برّي والأمين العام لحزب الله النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل ‏والحاج وفيق صفا ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وجرى البحث بحسب ‏معلومات “البناء” بعقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، حيث وضع الخليلين باسيل بصورة ‏نتائج المشاورات بين عين التينة والرئيس المكلف سعد الحريري، وحاول الخليلان إقناع باسيل ‏بمنح الثقة للحكومة والتقاء الطرفين في منتصف الطريق لحل عقدة تسمية الوزيرين ‏المسيحيين وتسهيل تأليف الحكومة‎.‎

ولفتت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” الى أن “حزب الله داعم لمبادرة الرئيس بري ‏والسيد نصرالله أكد على هذا الأمر، وبأن الحزب بذل أقصى جهده لتقريب وجهات النظر بين ‏عون والحريري”، ولفتت الى أن “المساعي مستمرّة ولا تختصر باجتماع أو اجتماعين بل ‏المشاورات مستمرة ولن تتوقف. لا مدة معينة لإعلان توقف المبادرة‎”.‎

إلا أن أوساطاً نيابية مطلعة على المشاورات الجارية استبعدت لـ”البناء” حصول أي اتفاق ‏قريب على عقدة الحصة المسيحية، وبالتالي لن تبصر الحكومة النور خلال الوقت الراهن ‏بسبب عمق الخلاف بين التيارين المستقبل والتيار الوطني الحر‎”.‎

وعولت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر على اللقاء بين باسيل والخليلين في التوصل ‏الى حل وسطي يرضي الطرفين، مشيرة لـ”البناء” الى أن “التيار منفتح على كافة الحلول ‏ضمن الأطر الدستورية والتوازنات الطائفية”، متسائلة “كيف يحقّ للحريري تسمية وزيرين ‏مسيحيين ولا يسمح للرئيس عون اختيار وزير سنّي؟”. وأكدت المصادر أنه “لا يمكننا التنازل ‏عن الحصة المسيحية فيما تتمسك الأطراف الأخرى بحقوق طوائفها في ظل اتجاه المنطقة ‏للتشكل من جديد، وبالتالي يجب أن نحصن الحقوق المسيحية فضلاً عن أن الحكومة المقبلة ‏ستواجه استحقاقات كبرى ومصيرية على كافة المستويات ويجب أن نثبت شراكتنا الاساسية ‏في اتخاذ القرارات في الحكومة‎”.‎

وأكد تكتل لبنان القويّ خلال اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة باسيل أن “اللبنانيين ينتظرون ‏نتائج إيجابية لمسعى رئيس مجلس النواب وتجاوب دولة الرئيس المكلّف معه، أو أن يقوم ‏بما يؤدّي الى التأليف بحسب الأصول الميثاقية والدستورية وعلى قاعدة المبادرة الفرنسية، ‏وحيث إنه يستحيل ان تطول حال الانتظار ربطاً بالظروف الضاغطة، يرى التكتل ان على رئيس ‏الحكومة المكلّف حسم قراره بالتأليف أو عدمه، وعلى جميع المعنيين تحمّل مسؤولياتهم ‏لناحية اظهار الحقائق دفعاً للتأليف، لأن التغاضي عنها او تحويرها يسمح بمزيد من اضاعة ‏الوقت الثمين‎”.‎

وتشير مصادر مقربة من بيت الوسط أن “الحريري يعدّ تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً ‏من الاختصاصيين غير الحزبيين من دون ثلث معطل لأي مكون وسيوزّع حقائبها وفق المعيار ‏الطائفي والمناطقي لمراعاتهما وفق الدستور وعندما يفرغ من ذلك سيحمل التشكيلة ‏الجديدة الى بعبدا ويقدّمها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإما يوافق عليها أو ‏يرفضها وتكون مبادرة الرئيس بري انتهت‎”.‎

وكان لافتة الاصطفافات الطائفية، إذ استقبل الحريري ظهر اليوم في “بيت الوسط” ‏عضوين معارضين للحريري، وهما النائبان عدنان طرابلسي وجهاد الصمد وأعلنا دعمهما ‏للحريري في تأليف الحكومة. ولفت الصمد الى ضرورة تأليف الحكومة “مع الحفاظ على ‏الثوابت وعدم خلق أعراف جديدة من شأنها أن تمسّ بصلاحية أي مؤسسة من مؤسسات ‏الدولة اللبنانية، وخاصة مقام رئاسة الحكومة الذي نحرص عليه أشد الحرص‎”.‎

وكان الرئيس بري توقع أن يكون هذا الأسبوع حاسماً بالنسبة الى الأزمة الحكومية لأن لبنان ‏لم يعد بإمكانه التحمل، وجدد تأكيده بأن مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة وأن كل الناس ‏راغبة بمساعدة لبنان، وذلك بحسب ما نقل عنه نقيب المحررين جوزيف القصيفي الذي زار ‏عين التينة. وقال بري: “إن شاء الله تكون النتائج إيجابيّة وهناك اتصالات حثيثة تجري لتذليل ‏العقبة او العقبتين المتبقيتين وليس أكثر‎”.‎

‎ورداً على سؤال حول أهمية الاجتماع الذي سيعقد في الفاتيكان في تموز المقبل قال بري: ‏‏”اجتماع الفاتيكان مهم جداً وأهميته لما بعد تأليف الحكومة وهو دعوة صادقة لتقديم الدعم ‏للبنان آنذاك”. وجدّد رئيس المجلس التأكيد بأن “مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة وأكثر من ‏ذلك يؤسفني القول إن الجو الدولي والعربي والعالم كله رحيم بلبنان اكثر من اللبنانيين ‏أنفسهم فإذا لم تقدم المساعدة لنفسك لا تستطيع ان تطلب المساعدة من الغير وأكبر دليل ‏المسعى الفرنسي”. وتابع: “جميع الناس راغبة بمساعدة لبنان لكن يبقى على اللبنانيين أن ‏يبدأوا بمساعدة أنفسهم، هذا الكلام سمعته أمس (الإثنين) من وفد البنك الدولي وأسمعه ‏باستمرار من السفراء الذين يزورونني‎”.‎

وفيما نقلت مصادر سياسية عن البطريرك الماروني مار بشارة الراعي رفضه المطلق تسمية ‏الوزيرين المسيحيين لئلا يتحمل المسؤولية في حال فشلهما بأدائهما كوزيرين، رأس الراعي ‏اجتماعاً للبطاركة في بكركي لتحضير ورقة عمل ترفع إلى البابا خلال اللقاء المرتقب في ‏الفاتيكان في 1 تموز المقبل‎.‎

على صعيد الأزمات المعيشية وبعد حل أزمة الكهرباء مؤقتاً بالموافقة الرئاسية على سلفة ‏الخزينة بقيمة مئتي مليون دولار، برزت أزمة الدواء والمحروقات وسط “الفقدان التدريجي” ‏للكثير من الأدوية الأساسية والمعدات الطبية التي تدخل بالعمل الطبي للمستشفيات ‏والمستوصفات في ظل مماطلة مصرف لبنان بتحرير الاعتمادات العائدة للقطاع الطبي. إلا ‏أن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن يسعى جاهداً لإيجاد ‏الحلول للاستمرار بتأمين الأدوية والحفاظ على الأمن الدوائي والطبي، وذلك من خلال ‏الضغط على حاكم المصرف المركزيّ لتأمين الدعم المالي اللازم، اضافة الى تحرير الأدوية ‏والمعدّات من المستودعات. وأشار حسن الى أننا “قدمنا خطة لترشيد الدعم وتمّت ‏مناقشتها في لجنة الصحة النيابية وتنتظر إقرارها بقانون ليصار الى اعتمادها‎”.‎

وتابع خلال مؤتمر صحافي: “جاهزون للتوجّه الى المستودعات لتحرير الأدوية، لكن أولاً يجب ‏ان يشملها وعد بالدعم من حاكم المصرف‎”.‎

وقرّر حسن إخضاع استيراد كل دواء مسجّل في لبنان لآلية معينة، تقضي باستمرار دائرة ‏الاستيراد والتصدير بالتوقيع على الفواتير العائدة لأدوية الأمراض المستعصية، البنج، حليب ‏الرضع، وأدوية اخرى. كما يخضع استيراد الأدوية الأخرى لشروط أخرى كتقديم جدول و‎ ‎proforma invoice ‎وغيرها. ويعلّق موقتاً استيراد أي دواء يوجد له مثيلان مصنّعان محلياً، ‏والأولوية لاستيراد الادوية الجنيسيّة. أما بالنسبة للأدوية التي وصلت الى المرافئ قبل هذا ‏القرار، فيوقع على إدخالها مع تعهد بعدم التصرف بها لحين موافقة وزارة الصحة‎”.‎

وعلى صعيد أزمة المحروقات، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن “بواخر ‏المحروقات متوقفة ولا تُفرّغ بسبب عدم فتح الاعتمادات”، مؤكداً أن “سبب الأزمة شائعات ‏رفع الدعم عن المحروقات كما عدم فتح الاعتمادات للبواخر”. وطالب أبو شقرا، في حديث ‏تلفزيوني الأجهزة الأمنية بـ “تأمين الحماية على المحطات التي تشهد طوابير”، لا سيما أن ‏الإشكالات تتكاثر على المحطات. ورأى أن “الطلب على المحروقات سيزيد في فصل الصيف ‏والكميات التي تُؤمّن هي مسؤولية الدولة‎”.‎

كما تم الاتفاق بين وزير الصناعة وأصحاب شركات الإسمنت على تسليم مادّة الترابة بدءاً من ‏صباح اليوم بالسعر الجديد المحدّد بـ 627 ألف ليرة‎.‎

شعبياً، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في مؤتمر صحافي بعد اجتماع هيئة ‏مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد، عن توصية بتنفيذ إضراب وطني شامل يوم الثلاثاء 15 ‏الحالي، وعقد مؤتمر نقابي وطني موسّع “يحدَّد موعده في ضوء الاتصالات التي ستُجريها ‏هيئة مكتب المجلس مع الجهات المعنيّة‎”.‎

وفيما كسر سعر صرف الدولار في السوق السوداء حاجز 14 ألف ليرة أمس، منذ أشهر عدة، ‏حذّرت المصادر من فوضى اجتماعية ستجرّ معها توترات وأحداثاً أمنيّة لا سيما في طرابلس ‏ولفت ما أشار اليه نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش بأن “المناطق السنيّة ستكون ‏الاكثر انتشاراً للفوضى والأحداث الأمنيّة‎”.‎

وشهد عدد من المناطق احتجاجات شعبية وقطعاً للطرقات في البقاع والجية والجنوب ‏وطرابلس، حيث عمد المحتجون الى تطويق منزل الرئيس نجيب ميقاتي‎.‎

وأكد المدير العامّ لقوى الأمن اللواء عماد عثمان في كلمة له بناسبة ذكرى تأسيس قوى ‏الأمن الداخليّ الستّين بعد المئة أن “المخاطر تضاعفت واحتمال قيام السرقات والتعديات ‏على الأملاك العامة والخاصة زاد، ناهيك عن مخالفة القوانين والتجاوزات التي تحصل كلّ ‏يوم، وفي كلّ المناطق اللبنانية من دون استثناء، والدوافع قد تختلف بين فردية وجماعية. ‏إضافة إلى أنّ استغلال المجرمين والعصابات وتجّار المخدّرات والخلايا الإرهابيّة”، ولفت الى ‏أننا “لسنا ممّن يستسلم في مثل هذه الظروف القاسية، ولا غيرها، على الرغم من تأثّرنا على ‏نحو مباشر بها، ومَن يراهن على هذه الورقة لضرب منظومة الأمن في لبنان فهو خاسر‎”.‎

الى ذلك أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعميماً أساسياً رقم 158 مرفقاً بالقرار ‏‏13335 والمتعلق بإجراءات استثنائيّة لتسديد تدريجي لودائع بالعملات الأجنبية‎.‎

البناء

Leave A Reply