الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الأزمة “مطوّلة‎”‎ إذا لم توفر الدولة المحروقات فسنأتي بها من إيران… وليمنعونا‎!‎

نبّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أن الأزمة الحكومية ‏‏”طالت وقد تطول على رغم الجهود التي نبذلها والرئيس نبيه بري”، داعياً ‏حكومة تصريف الأعمال الى التحرك لمواجهة الضغوط المعيشية والانهيار ‏الشامل، وملوحاً بـ”أننا سنأتي بالمحروقات من ايران ولتمنعنا الدولة” في ‏حال لم تكن قادرة على تأمينها. وأكد رفض حزب الله الانتخابات المبكرة أو ‏تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفض الحزب تأجيل موعد الانتخابات النيابية أو تبكيرها. وقال في ‏خطاب، ألقاه أمس لمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة “المنار”، إن معالجة الأزمات المحلية قد تطول، ويجب العمل ‏على تخفيف الآثار السلبية عن الناس، داعياً الحكومة الى القيام بدورها، وشنّ حملة على التجار ومحتكري المواد ‏الغذائية والطبية. وكرّر استعداد إيران لتزويد لبنان بالمحروقات بالليرة اللبنانية. وتوجّه الى الخائفين من الضغوط ‏الأميركية بالقول: “لتجد الدولة حلاً، أو سنبادر نحن الى استيراد البنزين والمازوت من إيران ولتمنع الدولة إدخالها ‏الى لبنان‎”.‎

وقال نصر الله “منذ أسابيع، هناك من يكتب ويتحدث عن مخاطر تأجيل الانتخابات النيابية وعدم إجرائها في ‏موعدها، واحتمال التمديد للمجلس النيابي الحالي، وبعض الدول الأوروبية تتحدث عن مخاوفها من هذا الأمر، ‏وهنا يتم توجيه التهمة ضمناً لمن يُعتبر الأغلبية النيابية الحالية”، لافتاً إلى أنه “بالنسبة إلينا، لم يخطر ببالنا تأجيل ‏الانتخابات النيابية، ولم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا”. وشدّد على “إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ‏مهما كانت الظروف”، مؤكداً أن “الحزب ضد الانتخابات النيابية المبكرة، واللجوء إليها هو مضيعة للوقت وإلهاء ‏للناس، وأغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب”، ‏مُعتبراً أن من يُطالب بالانتخابات النيابية المبكرة، “فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمل المسؤولية‎”.

في الملف الحكومي، أكد مواصلة المساعي بالتعاون مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، معتبراً أن “من الواجب ‏مواصلة العمل وعدم اليأس”، وأن “على المعنيين أن يسمعوا صوت الناس الذي يدعوهم إلى تشكيل حكومة بأسرع ‏وقت، وأن يشاهدوا بألم طوابير السيارات على محطات الوقود ومعاناة الناس الذين سيفقدون ساعات الكهرباء، ‏وأن يشاهدوا بألم وحزن وخوف فقدان الدواء من الصيدليات، وأن يشاهدوا القلق في عيون الناس، قلق فقدان المواد ‏الغذائية الأساسية وأن يضعوا هذا المشهد الإنساني أولاً قبل الاعتبارات السياسية‎”.

وفي الوضعين الحياتي والمعيشي، رأى “أننا أمام أزمة كبيرة، وهناك أزمة إضافية للمعاناة هي الأداء الرسمي ‏الضعيف في كل الملفات، فبدل انتظار ايام لتأمين المال للفيول، كان يمكن المسارعة إلى ذلك وعلى الحكومة الحالية ‏أن تتحمل المسؤولية”. ولفتَ إلى أن “الأزمة التي نعيشها اليوم هي نتاج 30 أو 40 سنة من التراكمات. وسبق أن ‏تحدثنا عن توزيع المسؤوليات، بالنتيجة هي تراكم ظروف عديدة. ولكن البعض لا يُريد أن يرى إلا أن السبب هو ‏حزب الله (كما يتحدث الإسرائيلي) ويتجاهل كل الأسباب الحقيقية الأخرى”. وأضاف “هناك أسباب اخرى ‏موجودة يمكن معالجتها، لكنها تحتاج الى قرار، منها الأداء الرسمي الضعيف في كل الملفات وفي الوزارات ‏المختلفة. والى حين تشكيل الحكومة، على الحكومة والوزراء والمديرين والموظفين تحمل المسؤولية، وخاصة أن ‏الأزمة طالت وقد تطول على رغم الجهود من قبلنا ومن قبل الرئيس بري‎”.

وأشار إلى أن “معلوماتنا تقول إن الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء، وكذلك المواد الغذائية”، ‏و”عندنا في لبنان المُحتكرون يسرحون ويمرحون ومعروفون، لكنهم يحظون بالغطاء السياسي”، معتبراً أن ‏‏”الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج الى سنوات ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي”. وتوجّه إلى ‏هؤلاء قائلاً: “أنتُم الذين تحتكرون الدواء والمواد الغذائية، وما يحتاج إليه الناس من ضروريات الحياة بانتظار أن ‏ترتفع الأسعار، أنتم خونة، قتلة، وشركاء في جهنم مع قتلة النفس المحترمة”، ورأى أن “على الحكومة ‏والوزارات المعنية الحالية أن تعلن حرباً على الاحتكار والمحتكرين، وهذا جزء من المعالجة‎”.

وباسم الحزب، قدّم السيد نصر الله عرضاً بـ”تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار”، وقال إن ‏‏”معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة وذلِك عبر النفط الإيراني، لكن هذا الأمر بحاجة الى قرار ‏سياسي جريء”. وأكد أن “كل الذل الذي يُعانيه الشعب اللبناني أمام محطات الوقود ينتهي سريعاً عند اتخاذ قرار ‏التخلي عن أميركا واستيراد النفط من إيران وبالليرة اللبنانية”، وهدّد في حال استمرار الوضع على ما هو عليه ‏‏”فإننا سنذهب إلى إيران ونحصل على البنزين والمازوت بالليرة اللبنانية ونأتي بالبواخر إلى ميناء بيروت، ‏ولتمنع الدولة اللبنانية البنزين عن اللبنانيين عندئذ”. وقال “كل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم لن يحصل، والحكومة ‏الجديدة إن شُكّلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حلّ لديها إلا صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم”، ‏سائلاً: “هل أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية”؟‎

وتطرّق السيد نصر الله إلى موضوع البطاقة التمويلية، معتبراً أنها في حال إقرارها في مجلس النواب ستساعد ‏‏750 ألف عائلة في تخفيف المعاناة، ونؤيد مشروع هذه البطاقة”، مكرّراً أن “تشكيل حكومة جديدة هو المدخل ‏الطبيعي لمواجهة الأزمة، فهي السلطة التنفيذية في البلد‎”.‎

الأخبار

Leave A Reply