ينحاز فيلم The Fast and the Furious أو F9 أو سريع غاضب لمتعة المشاهدة والإبهار في دور السينما بتحقيقه توليفة ناجحة من العاطفة والإثارة والحركة والمطاردات والسيارات والدعابة والكوميديا، في فيلم صيفي بامتياز يذكرنا بأفضل أجزاء السلسلة الشهيرة وينبئ بعودة قوية للسينما عند عرضه في 25 يونيو الجاري.
منذ إطلاقها لأول مرة في عام 2001، احتاج صناع سلسلة أفلام الحركة The Fast and the Furious إلى جزأين فقط لكي يهيمنوا على إيرادات صناعة السينما العالمية، ويخلقون أجزاء حافلة بأحداث درامية وإبهار يترقب الملايين الجديد فيها من دون ملل.
الآن ومع تجاوز الإيرادات للسلسلة 5 مليارات دولار، يرتكز الجزء التاسع منها على أرضية صلبة وشعبية هائلة، مع عودة جاستن لين ليقود دفة الإخراج عبر نص شارك في كتابته مع دانيال كيسي.
ويمكن القول إن الجزء التاسع يصعد إلى قمة الجبل الدرامي بجمعه بين القلب الكبير والعاطفة والحركة الأكبر مع مزيد من العمق في تناول الموضوعات العائلية والإنسانية.
وتتركز الحبكة الدرامية حول دوم توريتو (فين ديزل) الذي يعيش حياة هادئة بعيداً عن صخب وضجيج السيارات مع ليتي وابنه الصغير بريان، لكنهما يعلمان بغريزتهما وحدسهما أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة وأن الخطر يكمن دائماً في أفقهما الهادئ.
في هذه المرة، سيجبر هذا التهديد دوم على مواجهة خطايا ماضيه لكي يستطيع إنقاذ من يحبهم.
وينضم إليه طاقمه لإيقاف مؤامرة مدمرة للعالم يقودها القاتل الأكثر مهارة والسائق عالي الأداء الذي واجهوه على الإطلاق: رجل يصادف أنه شقيق دوم المهجور، جاكوب (جون سينا).
والحقيقة أن دوم وليتي «ميشيل رودريجيز» كانا واهمين حالمين عندما تصورا للحظة أنهما قد تقاعدا وهجرا حياتهما في عالم الجريمة والعمليات السرية.
ويتأكد ذلك عندما يتم مهاجمة طائرة السيد «نوبودي» (كورت راسل) وسرقة سلاح خطير جديد، ويضطر الاثنان لدخول المعركة لمساعدة أصدقائهما رومان بيرس (تيريز جيبسون) وتيج باركر (كريس «لوداكريس» بريدجز) ورامسي (ناتالي إيمانويلوتتعقد الأمور أكثر عندما يعلم دوم أن شقيقه الأصغر جاكوب يعمل مع عدوته القديمة سايفر (تشارليز ثيرون) لتجميع السلاح.
ويستعين دوم بشقيقته ميا (جوردانا بروستر)، وينضم للفرقة أيضاً هان لو «سونج كانج» الذي كانوا يعتقدون أنه مات، ولكنه في الواقع يحمل مفتاح نجاح مهمتهم.
وتبدو الحبكة الدرامية مرهقة تحتاج إلى تركيز ومتابعة من المشاهد لكي يفهم تفاصيل الخطة الشريرة المعقدة والمهارات المطلوبة لمواجهتها من قبل دوم وفريقه.
يقودنا الفيلم أيضاً لاستكشاف تاريخ دوم وجاكوب عبر سلسلة من ذكريات الماضي التي تتوسع عند وفاة والدهما خلال سباق عندما كانا صغيرين.
ويميل السيناريو إلى كشف المشاعر القلبية والأحاسيس المرهفة التي تتداخل مع القوة والعنف والدهاء الذين يجلبهم ديزل وتوريتو في توليفة من المتوقع أن تجذب الجمهور.
والحقيقة أن F9 لا يزال فيلم حركة ومغامرة عن السيارات السريعة، يقدم مغامراتها ومهاراتها بإبهار وبهجة وإثارة، مستهيناً أو متخطياً أحياناً قواعد العلم والمنطق لصالح الخيال والإبهار من أجل جلب بعض الأفكار الجديدة إلى مشاهد المطاردة، مثل تفادي الألغام الأرضية، والمغناطيس القوي بما يكفي لحمل السيارات والرحلات إلى الفضاء.
ونجح المخرج لين في الحفاظ على نفس ديناميكية المجموعة الممتعة كما في الأجزاء السابقة، مع استبدال الشخصيات المفقودة أو الغائبة بمشاهد حركة أكبر.
ويحقق الفيلم توازناً رائعاً بين العاطفة والدعابة والحركة يحافظ بهم على إيقاعه المنعش لمخيلة المتفرج، ما يجعل منه فيلماً صيفياً ناجحاً بامتياز يثبت المتعة التي لا تقارن بمشاهدة الأفلام في دور السينما.
الفيلم الذي يعرض في دور السينما في 25 يونيو الجاري يمتد عرضه إلى 145 دقيقة وهو من إخراج جاستن لين وبطولة فين ديزل، شارليز ثيرون، ميشيل رودريجيز، جون سينا، كورت راسيل، هيلين ميرين، وجوردانا بروستر.