جاء في صحيفة الأنباء الإلكترونية : كل ما هو حاصل على المستوى المحلي يعكس صورة واحدة: الفشل في قمته. لا حكومة في الأفق، المساعي تتلاشى، الأزمات تنفجر، والحلول مفقودة، والمسؤولون يتهربون، والمواطنون في قعر اليأس.
وفي وقائع الأمس فإن التصريح المقتضب للرئيس المكلف سعد الحريري بعد زيارته دار الفتوى ولقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ثم اللقاء الذي جمعه برؤساء الحكومات السابقين يؤشر الى عمق الانسداد في ملف التشكيل، وبالتالي الى تعقيد إضافي في كل الأزمات المتلاحقة التي تستهدف مباشرة اللبنانيين في لقمة عيشهم وصحتهم وفي كل حياتهم اليومية التي أضحت بلا معنى ومن غير أمل، ما دفع بالشباب اللبناني الى طرق أبواب السفارات مجددا بعدما فقدوا الأمل بكل شيء وليس فقط بتشكيل الحكومة.
مصادر سياسية أشارت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية الى ان الخيارات أصبحت ضيقة جداً، وأن كل الاحتمالات واردة بما خص الرئيس المكلف وهو يميل جدا الى الاعتذار، لكنه آثر ان يضع المعنيين من الحلفاء والأصدقاء بصورة المشهد السياسي الذي وصل اليه، وقد عبّر عنه لدى خروجه من دار الفتوى وبكلام مختصر، لكنه كافٍ لإبلاغ كل من يعنيهم الأمر بأن عملية تشكيل الحكومة “مش ماشية”، مستغربة “هذه الانعطافة الخطيرة في مسار تشكيل الحكومة”، واصفة ما يجري بأنه “تجاوز للدستور ولاتفاق الطائف بكل مندرجاته”.
المصادر توقعت في حال عدم تشكيل الحكومة “سقوط البلد نهائيا ماليا واقتصاديا ومعيشيا، من دون أن تسعى أي دولة لإنقاذه أو مد يد المساعدة”.
وفي سياق المواقف من التطورات الحاصلة، أشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار الى أنه “بعد فشل مساعي الخليلين والحاج وفيق صفا مع باسيل، فإن كتلة المستقبل تقيّم مع الرئيس الحريري ما آلت إليه الأمور ليبنى على الشيء مقتضاه”.
الحجار أكد عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية ان “الاعتذار عن التكليف موضوع على الطاولة ويمكن أن يتخذ في أي لحظة، فالأمور وصلت الى مكان لا يمكن السكوت عنه”، متهما “الرئيس الظل جبران باسيل بالتمسك بالثلث المعطل”، ورأى أن “رئيس الجمهورية مصادَرٌ دوره من رئيس حزبه، ويريدون مصادرة قرار الحكومة حسب التوقيت الرئاسي والمستقبل الرئاسي لباسيل”.
من جهته، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله وصف الأوضاع بأنها “ليست جيدة”، قائلا لجريدة الأنباء الالكترونية: “نحن في الكتلة متمسكون بحل لبناني عن طريق تشكيل حكومة مستقلة تتمتع بمواصفات تنهي عذابات اللبنانيين، لأن الأمور ليست ايجابية وبدليل كلام الحريري من دار الفتوى وتلويحه بالاعتذار، ولو أن هذا الكلام ما زال غير رسمي، فالعقد لا زالت كما هي تراوح مكانها ومسألة الوزيرين ليست محلولة، والثقة بين القوى المعنية بتشكيل الحكومة مفقودة، ويضاف الى ذلك التراشق الكلامي الذي ظهر في اليومين الماضيين، كل ذلك ومشهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود لم يحصل مثيل له في عز الحرب الأهلية”، مبديا خشيته من الوصول الى الارتطام الكبير لأن لا شيء يوحي بالخير.
وأمام هذا الواقع كانت أزمة البنزين لا تزال على حالها لا بل أسوأ، وقد أشارت مصادر نقابية عبر “الأنباء” الإلكترونية الى ان يوم الاثنين سيكون مفصليا فإذا كان هناك تحويلات من مصرف لبنان كما وعد لإفراغ البواخر فقد تُحلّ الازمة، وإذا تمنع عن الدفع سنكون أمام أزمة كبيرة وسيكون لنقابة موزعي المحروقات كلام آخر بعد اجتماعها بعد ظهر الاثنين.