جاء في صحيفة الديار : كاد بالأمس أن يعتذر الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة العتيدة لولا اصرار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدم الاقدام على هذه الخطوة، مطالبين الحريري بمزيد من المهل خاصة من جهة بري الذي يسعى جاهداً الى نجاح مبادرته الحكومية المدعومة من حزب الله والمعترف فيها من باقي الأفرقاء السياسيين. هذا وحتى اللحظة، لا تزال العقد الحكومية على حالها، حيث لم يتم تخطي بعد عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين ومسألة اعطاء تكتل لبنان القوي الثقة لحكومة الحريري.
على صعيد آخر، كان بارزاً ما صدر عن صندوق النقد الدولي لجهة قانون “الكابيتال كونترول” أو ما يعرف بقانون تقييد حركة رؤوس الأموال، حيث اعتبر الصندوق أن لا حاجة الى اقرار هذا القانون في الوقت الحالي خاصةً أنه لا يترافق مع باقة من الاصلاحات وأهمها ما يتعلق بسعر الصرف. ورأى خبراء ماليون بهذا التصريح رسالة واضحة الى المجلس النيابي اللبناني الذي يسارع الى اقراره، بأن الاصلاحات لا تدار بـ “القطعة”.
من جهة أخرى، لا تزال الأوضاع المعيشية وأزمة البنزين وباقي المحروقات على حالها رغم اعلان مصرف لبنان اعطائه الموافقة لتفريغ 7 بواخر في الـ 48 ساعة الفائتة، حيث لا تزال طوابير السيارات أمام محطات الوقود في مشهد أقل ما يقال فيه أنه مذل للشعب اللبناني، أما على صعيد الدواء، فلم تفلح حتى الان حركة وزير الصحة الدكتور حمد حسن عبر مداهمة المستودعات بتأمين الدواء للصيدليات والتي بدورها أعلنت اضراباً عاماً استجابة للدعوة التي دعا اليها تجمع أصحاب الصيادلة، للتحذير من أن “الأمن الصحي أصبح مهددًا بشكل جدي”.
المسار الحكومي: مكانك راوح
لا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري يصر على أن أن تكون تسمية الوزيرين المسيحيين من حصته، بالاضافة الى اشتراطه الحصول على موافقة مسبقة من رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل باعطائه الثقة لحكومته الموعودة. بالمقابل يطالب باسيل بالاتفاق على آلية لتسمية الوزيرين المسيحيين كما يعتبر باسيل أن اعطاء الثقة مرتبطة بالبيان الوزاري للحكومة ولا تعطى مسبقاً.
في هذا الاطار ترى مصادر مسيحية مطلعة أن ما يحاول الحريري فرضه يتخطى كل الأعراف وينسف المناصفة المكرسة في وثيقة الوفاق الوطني باتفاق الطائف، حيث ما يحدث اليوم هو مثالثة داخل الحكومة. فمن جهة الثنائي الشيعي وحلفاؤه يحصلون على 8 وزراء، والقطب السني الأقوى أي الحريري يحصل على 8 وزراء، والقطب الماروني الأقوى أي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يحصل على 8 وزراء. واعتبرت هذه المصادر أن ما يحضر له حكومياً هو مثالثة مقنعة ويجب على القوى المسيحية كلها رفضها والتعالي عن الحسابات الرئاسية والانتخابية ورفع الصوت عالياً بوجه ما يحصل. كما تساءلت المصادر عن موقف غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وصمته حيال ما يحصل، مؤكدة أن الراعي لن يقبل بما يحصل في حال تم ايضاح الصورة كاملةً له.
ورأت المصادر المسيحية نفسها، أن الالتفاف الذي حصل حول الرئيس الحريري ان كان في دار الافتاء او في دارته خلال استقباله ما يسمى بنادي رؤساء الحكومات السابقين اضافة الى المضمون السياسي العالي السقف لبيان دار الافتاء (التفاصيل ص2) بعد كلام الحريري أن الرئيس عون يعرقل مهمته ولا يسهل عملية التأليف بل يضعها في اطار صراع مذهبي قد يعقد عملية تشكيل الحكومة أكثر مما هو معقد. لذا تؤكد المصادر أن الرئيس عون ومعه باسيل لن يرضخا لكل هذا الشحن المذهبي ولن يقبلا تحت أي مسوغ التنازل عن المناصفة والقبول بمبدأ المثالثة في الحكومة، اذ ان اي تراجع في هذا المجال قد يفتح الباب للمثالثة في مؤسسات أخرى. وتقول المصادر أن المسيحيين قبلوا بمبدأ المناصفة في الطائف غير أن الوصاية السورية على لبنان واستغلال بعض الزعامات لعلاقاتها مع المنظومة السورية عطلت مبدأ المناصفة وصادرت القرار المسيحي، وهذا ما لن يقبل به الرئيس عون ان يتكرر وخاصةً في عهده. وتختم المصادر، أن الرئيس الحريري يستغل اليوم الوضع الاقتصادي المنهار والأزمة المعيشية ليمرر أجندة سياسية تقضي بفرض أعراف جديدة في عملية تشكيل الحكومة والتوازن الطائفي داخلها وأبرزها محاولته اقتصاص حصة حكومية من المقاعد المسيحية، وللأسف بعض القادة المسيحيين يجارونه في هذه الخطوة طمعاً بمكاسب تترجم لاحقاً بالانتخابات الرئاسية.
صندوق النقد للمجلس النيابي:الاصلاح ليس بـ “القطعة”
وكان لافتاً ما أعلنه صندوق النقد الدولي في الـ 48 ساعة الفائتة حيال اقرار لجنة المال والموازنة قانون الكابيتال كونترول وتحويله الى الهيئة العامة لمجلس النواب وإقراره فيها ، حيث قال “الصندوق” أنه لا يرى حاجة لأن يطبق لبنان قانون ضبط رأس المال (كابيتال كونترول) الآن “دون دعم أو سياسات ملائمة مالية وأخرى لسعر الصرف”.
كما أعرب المتحدث باسم صندوق النقد الدولي عن اعتقاده بأن “اقتراحات ضبط رأس المال وسحب الودائع في لبنان تحتاج لأن تكون جزءاً من إصلاحات أوسع للسياسة”.
وفي سياق الموضوع، اعتبرت مصادر فرنسية في حديث مع الديار، أن الصندوق يوجه رسالة واضحة المعالم للمجلس النيابي وبالأخص الى لجنة المال والموازنة أن الاصلاحات ليست “Menu a la carte”، معتبرة أن الصندوق يريد أن يكون قانون الكابيتال كونترول جزءا من رزمة اصلاحات يقرها المجلس النيابي من خلال خطة التعافي الاقتصادية التي اقرتها حكومة الرئيس حسان دياب سابقاً والتي أيدها صندوق النقد الدولي.
انطلاق ماراتون “فايزر” الثالث في كلّ المحافظات.. وإقبال كثيف
صحياً، انطلق صباح أمس “ماراثون فايزر” الذي تنظمه وزارة الصحة العامة في المحافظات اللبنانية كافة، إذ توجه المواطنون ممن تتراوح أعمارهم من 55 عاماً وما فوق، إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى مراكز التلقيح التي شهدت إقبالاً كثيفاً.
وأعلنت وزارة الصحة ان عدد الذين تلقوا لقاح “فايزر” من الفئات المستهدفة بلغ 19089 شخصا، وسط إقبال كبير من المواطنين في مختلف المحافظات اللبنانية.
وكانت المستشفيات رفعت جهوزيتها وحشدت عشرات الممرضين لاستقبال الراغبين في التلقيح ضمن المعايير التي وضعتها وزارة الصحة وفق خطة اللجنة التنفيذية للقاح.
مع العلم أنّ الوزارة خصّصت 42 مركزاً لتنظيم الماراتون في مختلف المحافظات والأقضية اللبنانية. وهذا يدل مرة أخرى أن سكان بيروت وجبل لبنان هم الأكثر إقبالاً على التلقيح، فيما غالبية سكان مناطق الأطراف مترددون.
حسن: شكرا لثقتكم بـ “الصحة”
وكان غرد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن خلال الماراتون على “تويتر”: “تخطينا العشرة آلاف لقاح حتى الآن، ولا سقف لعدد الراغبين ضمن الفئات المشمولة بالماراتون اليوم وغدا. شكرا لثقتكم بوزارة الصحة العامة. نحن حدكم”.
بترا خوري للمترددين: احموا أنفسكم
وأوضحت مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية بترا خوري، أن “الاقبال على تلقي اللقاح جيد جداً”، وطمأنت خوري في حديث تلفزيوني أن “اللقاحات متوفرة”، وقالت: “خصصنا للماراتون عدداً كافياً من اللقاحات واليوم ستصل شحنة جديدة من لقاح فايزر الى لبنان”.
وللمترددين في أخذ اللقاح، قالت خوري: “لا ترددوا بأخذ اللقاح واحموا أنفسكم”.
الأبيض: عملية تلقي اللقاح غاية في السهولة
بدوره، أكد مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس الأبيض عبر حسابه على “تويتر”، “الى ان لا ازدحام يذكر في مركز اللقاح التابع لمستشفى رفيق الحريري الجامعي. عملية تلقي اللقاح لا تستغرق اكثر من ثلاثين دقيقة. لمن تنطبق عليهم الشروط، تلقي اللقاح الآن عملية غاية في السهولة والسرعة”.