السبت, نوفمبر 23
Banner

لا حبر لطباعة الامتحانات الرسمية..وبو صعب ينصح المجذوب بإلغائها

وليد حسين – المدن

من وزير ذاعت شهرته بمنح الطلاب الإفادات ولم يجر الامتحانات الرسمية، أتت نصيحة لوزير التربية طارق المجذوب، ليعيد النظر بقرار إجراء الامتحانات الرسمية. فقد نصح وزير التربية الأسبق الياس بو صعب المجذوب في حديث تلفزيوني، مساء أمس، أن يأخذ بالاعتبار الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلد والتفكير بكيفيّة بدء العام الدراسي المقبل في أيلول، ووقف مناكفاته وقهر الطلاب، والإقلاع عن تنظيم الامتحانات الرسمية. ودعاده إلى استفتاء رأي الأهالي والطلاب والقطاع التّربوي عن الامتحانات، ليدرك أنّه يخطئ بقراراته. ودعاه أيضاً إلى الاعتراف بأن السّنة الدراسيّة لم تكن سليمة ولا يمكن إجراء الامتحانات. فقطاع التّربية في خطر ويتطلّب إنقاذاً والتشبّث بالرأي لا ينفع.

الأساتذة يساعدون الطلاب

وقبل بو صعب تلقى المجذوب نصائح من لجنة التربية النيابية لعدم إجراء امتحانات الشهادة المتوسطة، والتركيز على إجراء امتحانات الثانوي. لكن الوزير مضى بقراره ويريد تبديد أموال غير متوفرة على امتحانات بلا جدوى. فحتى إجراء امتحانات شهادة الثانوي بخطر في حال عدم تأمين الأموال المطلوبة لها.

والوزير ربما مقتنع بأن نسبة تعلم الطلاب بلبنان فاقت التسعين بالمئة، كما أكد في أحد الاجتماعات التربوية، عندما سأل عن مدى جاهزية الطلاب لإجراء الامتحانات. لكن كل المعنيين بهذا القطاع يؤكدون أن النسبة، و”المبهبطة” أيضاً، لا تصل إلى أكثر من 35 في المئة. ووفق معلومات “المدن” بدأت إدارات بعض المدارس بوضع الأساتذة بأجواء مساعدة طلابهم في يوم الامتحانات، لأنها تدرك أن الطلاب لم يتعلموا كما يجب. فامتحانات الشهادة المتوسطة ستجرى في مدارس الطلاب وسيكون هناك اشراف من الوزارة عليها فحسب. أي ستتلقى المدارس في الوقت عينه في كل يوم من أيام الامتحانات الأسئلة عبر البريد الإلكتروني أو الفاكس، وتقوم هي بطباعتها لتسليمها إلى الطلاب في الوقت نفسه في لبنان كله. وتكون الوزارة قد وزعت كراسات الامتحانات التي سيجب عليها الطلاب في وقت سابق. وسيقتصر دور الوزارة على إرسال مشرف أو أكثر، ويكون الدور الأساسي بالمراقبة لأساتذة المدرسة، حيث يتعلم الطلاب. وبدأت بعض الإدارات بوضع الأساتذة بأجواء مساعدة الطلاب في الإجابة على الأسئلة، كي لا تكون النتائج فضائحية.

لا حبر لطباعة الكراسات

خلال العام المنصرم لم تنجح أي خطة من خطط الوزارة. فبعد تقليص المقررات إلى النصف، عادت الظروف الصحية وفرضت تقليصاً إضافياً إلى الربع. وحتى هذا الربع لم يتعلمه طلاب صفوف المتوسط في المدارس الرسمية وأغلب المدراس الخاصة. واقتصر التعليم على نحو ستين مدرسة خاصة في كل لبنان. وكل أساتذة لبنان، والأهالي والطلاب يتداولون هذه المعلومات، إلا وزارة التربية المصرّة على أن نسبة التعليم فاقت التسعين بالمئة.

ويعمل وزير التربية على تأمين اعتمادات مالية إضافية لإجراء الامتحانات. ولم تتعهد أي شركة مناقصة تأمين القرطاسية، بسبب انفلات سعر صرف الدولار. وحيال فقر الحال، طلبت الوزارة من إحدى المؤسسات الأمنية طباعة كراسات الامتحانات في مطابعها، نظراً لعدم توفر الأموال اللازمة لها. وظنت الوزارة أن فقر الحال يقتصر على “التربية” دون سواها، وأن طلبها سيلبى على الفور. لكن جواب تلك المؤسسة الأمنية، وفق مصادر “المدن”، كان صريحاً: “نستطيع طباعتها بسعر الكلفة وليس مجاناً. فكلفة الحبر والصيانة بالدولار. وكل المؤسسات تعاني”.

الواقع التربوي كان مزرياً منذ مطلع السنة. وبينما تعلم بعض طلاب المدارس الخاصة، كان طلاب المدراس الرسمية يعانون. وبعد يومين تبدأ الثانويات في امتحان طلاب صفوف الشهادة، في بيروت وتباعاً في المناطق، حيث لم ينه الأساتذة المقررات بعد. ويتوقع الأساتذة أن تكون النتائج كارثية. لكن سيطمس الأمر، كما طمس حال العام الدراسي، ليكلل بإنجاز إعلامي بتنظيم الامتحانات الرسمية، حتى لو كانت على المستوى التربوي بلا شأن يذكر.

Leave A Reply