الأربعاء, نوفمبر 27
Banner

مبادرات حكومية ولا تأليف.. هل يفعلها الاتحاد الأوروبي؟!

غسان ريفي – سفير الشمال

هدأت الاشتباكات السياسية على جبهة قصر بعبدا ـ عين التينة، بعد ″صليات″ من البيانات النارية التي أطلقت وأظهرت حجم التراكمات بين الطرفين والتي إنفجرت على وقع ″التعطيل الجمهوري″ الذي أصاب مبادرة رئيس مجلس النواب بـ″موت سريري″ يرفض الاعتراف به ويعمل المستحيل على إنقاذها خوفا من الانفجار الكبير، في حين ما تزال المناوشات قائمة على بين بعبدا وبيت الوسط بهدف منع الرئيس المكلف من تقديم تشكيلة منقحة من 24 وزيرا الى رئيس الجمهورية ميشال عون تُحرجه وتؤكد أنه وجبران باسيل يعطلان تشكيل الحكومة ويقودان البلد الى الانهيار.

هدوء الاشتباكات السياسية لم يفتح أي ثغرة في جدار الأزمة، أو أي أفق للحل، بل على العكس فإن الأمور تزداد تعقيدا، بعدما بات الخلاف على تشكيل الحكومة يقاس بميزان الانتصار أو الهزيمة للأطراف المعنية خصوصا قبل 11 شهرا من الإنتخابات النيابية التي يسعى الجميع الى إستثمار ما يحصل اليوم لترجمته في هذا الاستحقاق الذي من المفترض أن يساهم في تكوين سلطة جديدة ستقع مسؤولية وقف الانهيار على عاتقها.

كان لافتا أمس خروج رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن صمته الذي إستمر طيلة أيام الاشتباكات السياسية نائيا بنفسه عن الدخول طرفا فيها، بتجديد الدعوة الى إنجاز تسوية تؤدي الى تشكيل الحكومة وتحمي لبنان، وبدا من كلام جنبلاط أنه يطرح مبادرة جديدة تقضي بالتوافق وفق القاعدة اللبنانية التاريخية “لا غالب ولا مغلوب”، وذلك إستباقا لإعلان وفاة مبادرة الرئيس نبيه بري، ولكي لا تترك الساحة من دون مبادرة يُعوّل عليها وتمنح بعض الأمل وتحول دون الانفجار الكبير الذي يخشاه الجميع.

تقول مصادر مطلعة، إن يوم الخميس الفائت شكل قطوعا خطيرا جدا مرّ بأقل الخسائر، خصوصا في ظل مصادرة التيارات السياسية لأوجاع الناس ومطالبهم، ودعوة أنصارها للنزول الى الشارع، في ذروة الاشتباك السياسي بين الرئاستين الأولى والثانية، الأمر الذي كاد أن يتحول الى تصفية حسابات في الشارع، سواء بين المواطنين الغاضبين والسلطة، أو بين التيارات السياسية التي كانت تنتظر فرصة لتنفيس الاحتقان الناتج عن البيانات والبيانات المضادة، ما إستدعى إتصالات جرت على أعلى المستويات ليل الأربعاء ـ الخميس، شاركت فيها قيادة الجيش وحزب الله للحث على التهدئة وعدم الانزلاق الى مكان يصعب الرجوع منه ويؤدي الى ما لا يحمد عقباه.

وتضيف هذه المصادر: إن حزب الله الذي يُتهم بالوقوف على الحياد وعدم ممارسة أي ضغط على عون وباسيل من جهة وعلى سعد الحريري من جهة ثانية، يلعب منذ فترة دور الاطفائي، في ضبط إيقاع المواقف ومنع ترجمتها في الشارع، وهو عمل على التهدئة بين حليفيه عون وبري، كما باشر إتصالات مع باسيل لحثه على ضبط إيقاع كلمته يوم الأحد المقبل، خصوصا في ظل المعلومات التي تقول بأن الرئيس عون سيطرح مبادرة جديدة في الملف الحكومي، وهي تحتاج الى مزيد من التهدئة التي من المفترض أيضا أن يلتزم بها باسيل.

في غضون ذلك، يبدو أن الاتحاد الأوروبي قرر توجيه إنذارا أخيرا لأركان السلطة اللبنانية قبل أن يتخذ بحق المعطلين لتشكيل الحكومة عقوبات قاسية، حيث يزور نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل لبنان اليوم ولمدة يومين يلتقي فيهما كل المسؤولين المعنيين بتشكيل الحكومة.

وتؤكد المعلومات أن هذه المرة لن يستمع المسؤول الأوروبي الى الشكاوى والاتهامات المتبادلة، أو الى التبريرات، بل سيكون حاسما بوضع المسؤولين أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما تشكيل الحكومة في غضون أيام وفقا للمبادرة الفرنسية أو لمبادرة بري أو جنبلاط أو عون، أو إقرار العقوبات الأوروبية التي سيتم الاتفاق عليها والمباشرة في تطبيقها خلال إجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل بعد أيام..

فهل ينجح الاتحاد الأوروبي حيث فشلت فرنسا؟، أم أن بوريل سيعود من لبنان بخفيّ حنين، لتستمر المسيرة باتجاه جهنم التي ستحرق الأخضر واليابس؟!..

Leave A Reply