كشف فريق من العلماء أن فيروس كورونا المستجد يصل إلى الأعضاء التناسلية للرجال، ما قد يؤثر على صحتهم الإنجابية فيما بعد.
وأظهرت دراسة أمريكية جديدة أن فيروس كورونا يمكن أن يصل إلى الخصيتين ويصيبهما، وهذه النتائج قد تساعد في تفسير سبب شكوى بعض الرجال المصابين بكوفيد-19 من آلام الخصية، فضلاً عن انخفاض مستويات هرمون تستوستيرون لديهم أثناء مرضهم، وفقاً لموقع “Study Finds” الأمريكي.
وقال الموقع، في تقرير نشره، الجمعة، إن الدراسة التي أجريت في جامعة تكساس، الولايات المتحدة، وجدت أن الأجهزة التناسلية للرجال تلعب دوراً في الإصابة بكوفيد-19، وهو ما يظهر في زيادة معدلات العدوى والوفيات لدى الرجال مقارنة بالنساء.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Microorganisms، إلى أن الأجهزة التناسلية للرجال تعمل كموقع لتكاثر الفيروس وقد تؤثر على شدة المرض، وهو ما قالت إنه يتضح جلياً من خلال التحليلات، والموجات فوق الصوتية، التي أظهرت وجود التهابات في الخصية، وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، فضلاً عن تأثير الفيروس على تكوين الحيوانات المنوية، حيث تم اكتشاف وجوده في السائل المنوي أيضاً.
وتابعت: “لكن ليس من الواضح ما إذا كان تلف الخصية الذي لوحظ في بعض حالات كوفيد-19 الشديدة هو ناتج عن عدوى مباشرة من الفيروس أو بسبب إجهاد الخلايا نتيجة للالتهابات التي يتسبب فيها الفيروس، أو السببين معاً”.
ورأى الموقع أنه من المؤكد أن هذه النتائج ستجعل الرجال في جميع أنحاء العالم في حالة من القلق المتزايد، وذلك خاصة في ظل اعتقاد أعضاء فريق البحث بالدراسة أن الأمر قد يكون له آثار كبيرة على الصحة الإنجابية للرجال في المستقبل، لافتاً إلى أن بعض عمليات تشريح الجثث التي أجريت على مرضى كوفيد-19 المتوفين كشفت وجود اضطراب كبير على مستوى خلايا الخصية، فضلاً عن آثار في الخلايا المناعية الموجودة فيها.
ونقل الموقع عن المؤلف الرئيسي في الدراسة، الدكتور رافائيل كرون كامبوس، قوله: “نظراً لحجم جائحة كورونا فإن مسألة البحث في كيفية تأثير هذا المرض على الخصيتين، والعواقب المحتملة لشدة المرض، والصحة الإنجابية، وانتقاله جنسياً تعد أمور مهمة للغاية”.
وأوضح الموقع أنه بمجرد ظهور كوفيد-19 شرع الباحثون في معرفة ما إذا كان الفيروس يمكن أن يؤثر على الأعضاء التناسلية للرجال أم لا، مشيراً إلى أنهم استخدموا فئران التجارب في أبحاثهم، وذلك لأنهم عادة ما يصابون بأعراض مماثلة للبشر.
ووجد الباحثون أن الفيروس قد تواجد في خصيتي جميع الفئران الذكور، محل الدراسة، خلال الأسبوع الأول من الإصابة ثم بدأ تواجده يتناقص ببطء، وهو ما يرى فريق الباحثين في جامعة تكساس أنه السيناريو المحتمل حدوثه بين الذكور من البشر الذين يعانون من الأعراض الخفيفة إلى المعتدلة.
ونقل الموقع عن الأستاذ في أقسام علم الأمراض والأحياء الدقيقة والمناعة، والمشارك في الدراسة، الدكتور شنان روسي، قوله “هذه النتائج هي الخطوة الأولى في فهم كيفية تأثير كورونا على الجهاز التناسلي للذكور وربما صحتهم الإنجابية أيضاً، حيث لدينا الكثير لنفعله قبل أن نحصل على الصورة الكاملة، ومن الآن فصاعداً، سنبحث عن طرق لتخفيف هذا التأثير، بما في ذلك استخدام الأدوية المضادة للفيروسات وعلاجات الأجسام المضادة واللقاحات”.
وطالب مؤلفو الدراسة بضرورة أن تأخذ الدراسات المستقبلية التي تركز على تأثير الفيروس على الخصيتين عوامل مثل المشاكل الصحية الموجودة مسبقاً (السمنة والسكري) في الاعتبار.