نشرت صحيفة “الإندبندنت”، مقالاً لمراسلة الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط “بل ترو” بعنوان “العواقب المروعة لأزمة لبنان المالية أكبر من أن يتجاهلها العالم”.
وتقول الكاتبة: “فقدت الليرة اللبنانية ما يقرب من 90 في المائة من قيمتها، منذ بداية العام الماضي، وتستمر في التراجع: انخفض سعر الصرف في السوق السوداء إلى 17 ألف ليرة للدولار، رغم أنه لا يزال مربوطًا رسميًا عند 1500 ليرة”.
وأشارت إلى تحذير وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة من أن نحو 80 في المئة من العائلات اللبنانية ليس لديها أموال لشراء طعام أو شراب، وإلى أن لبنان يستضيف نحو نصف مليون لاجئ سوري، وعشرات الآلاف من اللاجئين لفلسطينيين في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 6 ملايين نسمة.
وقالت: “يمكن القول إن لبنان هو العمود الفقري للاستقرار في المنطقة. على مدى العقد الماضي، كان بمثابة صمام لتنفيس الضغط عن سوريا المجاورة التي مزقتها الحرب – ملاذاً آمناً للاجئين، الذين تعيش الغالبية العظمى منهم الآن في فقر مدقع، ويقفون على خط المواجهة مع أزمة مجاعة تلوح في الأفق”.
وتؤكد الكاتبة على تشابك اقتصاد لبنان وسوريا، وانقسام لبنان بين جماعات دينية غالبا ما تكون مسلحة، ووجود توترات تظهر حين تصبح الحياة أكثر صعوبة، ما يثير مخاوف من نشوب حرب أهلية أخرى كتلك التي اندلعت بين عامي 1975 و1990. وتضيف: “لن يؤدي ذلك إلا إلى مزيد من تمزيق المنطقة، وسيقلق بلا شك “إسرائيل” في الجنوب”.
وقالت إن “العنف يندلع بالفعل بشكل متقطع” في لبنان، مضيفةً “السؤال الكبير ليس لماذا يجب أن نهتم ولكن ماذا يجب أن نفعل. وهذا صعب الإجابة”. وخلصت إلى القول: “الحلول ليست واضحة على الفور، لكن على العالم ألا يدير ظهره للبنان. الأخطار الماثلة كثيرة”.