ألقى الأمين العام ل”حزب الله “السيد حسن نصر الله عصر اليوم، كلمة عبر الشاشة، في افتتاح اللقاء الاعلامي الوطني بعنوان “مؤتمر فلسطين تنتصر، تجديد الخطاب الاعلامي وادارة المواجهة”، في قرية الساحة – طريق المطار، في حضور إعلاميين وأكاديميين.
قدم للمؤتمر الكاتب غسان الشامي، ثم تحدث السيد نصر الله فقال: “في البداية، أرحب بالسيدات والسادة والإخوة والأخوات الحضور في هذا المؤتمر الكريم والمبارك، والذي نعول إن شاء الله على حواراته ونقاشاته ونتائجه لمعركتنا الإعلامية، التي هي جزء أساسي وجوهري من المعركة الكبرى، معركة المواجهة الشاملة، واود أيضا في البداية أن أتوجه بالشكر إلى القائمين على هذا المؤتمر، الذين حضرو له وأسسوا له، وبذلوا الجهد حتى اكتملت عناصره اليوم، والشكر أيضا لكم جميعا للمشاركين فينا.
أنا حديثي وكلمتي ستتركز على موضوع المؤتمر، ولكن في آخر الكلمة سأترك نافذة ولو صغيرة للإطلالة على الوضع السياسي، لكن الحديث الرئيسي والوقت الاوسع هو لموضوع هذا المؤتمر.
أولا: أهمية الإعلام والخطاب الإعلامي في هذه المواجهة واضحة جدا ولا تحتاج إلى أن نحدث الإعلاميين وقادة الإعلام وقادة جبهة الإعلام في المقاومة أنتم عن هذا الأمر.
ثانيا: ضرورة وأهمية تطوير وتجديد الخطاب الإعلامي في هذه المواجهة، أيضا هذه من الواضحات، والآن بالتحديد سواء من ناحية المبدأ هذه هي سنة الحياة، كل شيء يجب أن يتطور ويتقدم ولا يكون هناك جمود، أيضا نظرا لتطور إمكانات وأساليب المواجهة في أشكالها الأخرى، المواجهة العسكرية تتطور في هذا الصراع، والمواجهة الأمنية والمواجهة السياسية، ومن الطبيعي أن تتطور أيضا المواجهة الإعلامية، أولا: لأنها جزء أصيل في المعركة، وثانيا: لمواكبة التطور في الساحات الأخرى، لأن الخطاب الإعلامي والإعلام هو الذي يعبر وهو الذي يبين وهو الذي يظهر ما يجري في الساحات الأخرى أو في الميادين الأخرى، عسكريا وأمنيا وسياسيا وما شاكل…، وأيضا الحاجة ملحة بسبب ما مر على منطقتنا خلال عقد من الزمن من تطورات عاصفة ومن فتن سوداء وشديدة التأثير وعميقة الأثر، وكان من جملة أهدافها أن تضيع فلسطين وأن تذهب وأن تنسى، وكادت أن تنسى لولا صمود محور المقاومة وإنتصار هذا المحور في مواجهة هذه الفتنة الكبرى، أيضا من جملة العوامل الداعية إلى هذا التجديد في الخطاب هو صمود محور المقاومة خلال عشر سنوات، وإنتصاره في أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان، الآن نحن نقول جملة قد يراها الناس جملة بسيطة أو صغيرة، عندما نقول: صمود محور المقاومة في دوله وحكوماته وحركاته وأحزابه وشعوبه وبيئته، كلمة ولكن قدم فيها كم هائل من الشهداء والجرحى والدموع والدماء والآلام والمخاطر والتحديات والصعوبات والهواجس ومعارك الوجود، من جملة الدواعي أيضا، إنتصار المقاومة الفلسطينية المدوي في معركة “سيف القدس” وما فرضته من معادلات جديدة، وأيضا من الدواعي الدائمة التحديات القائمة ولأن المعركة مستمرة، المعركة لم تنته، بل هي في تصاعد وأمام مخاطر جديدة وتحديات جديدة وآمال جديدة ومعادلات جديدة”.
اضاف: “النقطة الثالثة التي أود أن أتحدث عنها أن الخطاب الإعلامي الذي نريد أن نجدده ونطوره في مواجهة من؟ هنا لا نتحدث عن المشاكل الداخلية ذات الطابع الداخلي أو المحلي أو القطري أو الوطني أو ما شاكل…، نحن نتحدث عن مواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأميركية، مع المشروع الصهيوني والمشروع الأميركي في المنطقة، الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، كل فلسطين، لدينا غزة في خارج دائرة الإحتلال، الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، الإحتلال الإسرائيلي وأيضا الهيمنة الأميركية، في هذه المواجهة لا يصح التفكيك، الهيمنة الأميركية هي أساس بل هي الأخطر، لأن هذه الهيمنة أولا بحد ذاتها هي مشكلة لدولنا وشعوبنا، لأنها قائمة على سلب القرار ونهب الخيرات وفرض الأنظمة ومنع شعوبنا من تقرير مصيرها في أي مجال من المجالات، ولأن هذه الهيمنة الأميركية هي التي تحمي “إسرائيل”، لا يمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الأميركية في منطقتنا، لأن هذه الهيمنة هي التي حولت الأنظمة والجيوش إلى هياكل مينة، لا حركة فيها ولا إرادة ولا فعل، لأن هذه الهيمنة هي التي تقدم كل الدعم وكل الإسناد وكل عناصر البقاء لهذا الكيان الغاصب، تصوروا أيها الإخوة والأخوات أنه بعد 11 يوم أو 12 يوم فقط من المعركة في “سيف القدس” بدأن الأصوات في الكيان الصهيوني ترتفع وتناشد الولايات المتحدة الأميركية بدعمها في مجال ما تحتاجه القبة الحديدية من صواريخ لمواجهة صواريخ المقاومة، بعد 12 يوم فقط، هذا الكيان أصلا مرهون بوجوده وبقائه وإستمراره وعلوه وإستعلائه وعتوه وتكبره وتفوقه الذي تحته ” شحطتين”، مرهون للهيمنة الأميركية والدعم الأميركي والمساندة الأميركية، ولذلك في خطابنا وفي مواجهتنا نحن لا نستطيع أن نفكك ولا أن نعزل، كل مجزرة يرتكبها جيش العدو هي مجزرة أميركية كما هي إسرائيلية، كل عدوان إسرائيلي هو عدوان أميركي كما هو عدوان إسرائيلي، إذا نحن هنا نتحدث عن مواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني بما يحمل من أطماع وبما يحمل من تهديدات وتحديات لكل دول وشعوب المنطقة، ونواجه أيضا الهيمنة الأميركية، والتي تتحول أحيانا إلى إحتلال مباشر أيضا، كما حصل في أفغانسان منذ ما يقارب العشرين سنة، وإنتهى الآن بالإنسحاب المذل والضعيف والفاشل، والذي لم يستطع أن يحقق شيئا، تحول إلى إحتلال مباشر في العراق، القوات الأميركية الموجودة الآن في العراق هي قوات إحتلال، هي تدعي بأنها جاءت بطلب من الحكومة العراقية، ولكنها تمارس ممارسة قوات الإحتلال، بهيمنتها على سماء العراق وفي إعتداءاتها على الشعب العراقي، وفي عدوانها الأخير على قوات الحشد الشعبي عند الحدود العراقية – السورية، هذه ممارسات قوات إحتلال وليست قوات صديقة أو مناصرة، وصولا إلى الإحتلال الأميركي المباشر في شرق الفرات في سوريا، إذا نحن أمام هيمنة تتحول أحيانا إلى احتلال، فضلا عن مناطق أخرى كما يقال الآن عن وجود قوات أمريكية في جنوب اليمن. الخطاب إذا يستهدف مواجهة مع المشروع الصهيوني، والمشروع الأمريكي، والاحتلال الاسرائيلي، والهيمنة الأمريكية.
وتابع: “النقطة الرابعة: الخطاب الإعلامي في محور المقاومة كان ولا يزال يستند إلى عناصر قوة أساسية، وعندما نريد أن نطور هذا الخطاب، أو نجدد هذا الخطاب يجب أن نجدده ونطوره أيضا بالإستناد إلى عناصر القوة الأساسية هذه، والتي يفتقد إلى أغلبها وليس إلى كلها الإعلام الآخر، الإعلام المعادي.
أولا الاستناد إلى الحق، إعلام المقاومة، وإعلام محور المقاومة، والخطاب الإعلامي هنا يعبر عن الحق، الحق في فلسطين، حق شعب فلسطين في أرضه من البحر إلى النهر، حق سوريا في جولانها، وحق لبنان في بقية أرضه المحتلة. هذا حق، بل دائما أنا كنت أقول ميزة من ميزات القضية الفلسطينية، أنه اليوم إذا “درنا” في كامل الكرة الأرضية سوف نجد أن أهم وأوضح قضية في الحق، في الحق القانوني، في الحق الديني، في الحق الشرعي، في الحق الانساني، في الحق الأخلاقي، أين تكون معايير الحق التي نريد أن نرجع إليها ونناقش على أساسها، سنجدها في أعلى درجات الوضوح في القضية الفلسطينية وفي هذا الصراع.
إذا نحن نستند إلى الحق في خطابنا، وفي موقفنا. أنتم تعبرون عن الحق فيما يقف الإعلام الآخر المواجه ليعبر عن الباطل بكل المعايير، أيضا الباطل بالمعايير القانونية والشرعية والدينية والأخلاقية والإنسانية. الحق في أن تقرر شعوبنا مصيرها بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، لا أن تفرض أمريكا والغرب عليها على هذه الشعوب أنظمة وخيارات، والحق في استفادة شعوبنا من ثرواتها في مقابل النهب الأمريكي والدولي لهذه الخيرات. إذا أولا نستند إلى الحق.
ثانيا: نستند أيضا إلى القوة، وهذا من مستجدات الصراع مع العدو اليوم. إعلام المقاومة لا يقف لينشد قصائد شعر في الرثاء وقوفا على الأطلال، وإنما ينشد قصائد عز من مواقع الانتصارات وتغيير المعادلات هذه هي الحقيقة.
إذا اليوم نحن أيضا نستند إلى عنصر القوة، هذا عندما نتحدث هنا عن مقاومة وعن خطاب المقاومة أتحدث عن إنجازات، وعن انتصارات وخصوصا في العقدين الأخيرين في العشرين سنة الماضية تحرير الجنوب عام 2000، الانتصار عام 2006، تحرير قطاع غزة، انتصارات وصمود غزة، في مواجهة الحروب الاسرائيلية المتعددة، وأخيرا معركة “سيف القدس” الأخيرة في مواجهة الصهاينة إنجازات وانتصارات محور المقاومة أمام الحرب الكونية وأكبر فتنة في منطقتنا، قواعد الاشتباك التي تفرضها المقاومة في لبنان، وفي فلسطين، على العدو الاسرائيلي، وأيضا على الأمريكي في العراق وفي أماكن أخرى.
قواعد الاشتباك وتوازن الردع الذي حققته المقاومة في أكثر من ساحة ومنطقة، كان يعتبر فيها جيش العدو الجيش الأقوى والذي لا يقهر، والذي يعتدي ويقصف ويقتل ويرتكب المجازر دون أن يحسب حسابا لأي أحد، وصولا إلى المعادلات الجديدة للمقاومة في حماية القدس المشروع الذي أتحدث عنه لتحرير فلسطين، وسأعود إلى هذه النقطة في وقت لاحق. إذا الاستناد أيضا إلى القوة ومن موقع القوة، ومساهمة الإعلام في صنع الانتصار.
ثالثا: الاستناد إلى الوقائع والحقائق الخارجية، هذه من نقاط قوة الخطاب الإعلامي وإعلام محور المقاومة الاستناد إلى الوقائع والحقائق الخارجية الميدانية السياسية، الثقافية، العاطفية، الوجدانية في الأمة. الحقائق والوقائع عند العدو والحقائق والوقائع عند الأمة، وعند شعوبها وعند المقاومين وبيئات المقاومة.
معرفة العدو من أهم ميزات خطاب محور المقاومة خلال العشرين سنة الماضية ما كان خطاب”هوبرات” سأستعمل هذا التعبير خطاب علمي، خطاب موضوعي، خطاب يستند إلى أرقام وإلى وقائع وإلى حقائق وإلى دراسات وإلى أبحاث. نقاط ضعف العدو ونقاط قوة العدو، نعرف نقاط قوة العدو ونعترف بها ونعمل على مواجهتها وعلى استيعابها وعلى تجاوزها، وعلى إضعافها ونعرف أيضا نقاط ضعف العدو لننفذ منها لنصنع الانتصارات.
أهم أمر في الخطاب الإعلامي خلال 40 سنة منذ العام 1982 عندما بدأت المقاومة في لبنان، ثم تصاعدت في لبنان وفي فلسطين وإن كانت المقاومة الفلسطينية أسبق. لكن الآن نتحدث عن مرحلتنا التي عايشناها، أهم ما في هذه المرحلة وفي الحرب النفسية، في هذه المرحلة أنها كانت تستند إلى وقائع، وليس إلى أوهام ولا إلى خيالات ولا إلى اختراعات، ولا إلى أحلام، ولا إلى أكاذيب، وهكذا طبعا يجب أن نستمر.
بناء على النقطة الثالثة تأتي إلى النقطة الرابعة: من أهم عناصر القوة في إعلام المقاومة، وإعلام محور المقاومة هو الصدق، الصدق والذي أدى إلى المصداقية والمصداقية لا تأتي مجانا، المصداقية لا تصنع بالمال، ولا بكثرة وسائل الإعلام، ولا بتعاظم خبرات وسائل الإعلام”.
وتابع: “والمصداقية الحقيقية يصنعها الصدق الصدق في عدة مجالات:
أولا: الصدق في نقل الخبر فيما تقوله المقاومة للناس، وفيما يقوله إعلام المقاومة للناس، وخطاب المقاومة للناس. والصدق في نقل الوقائع والحقائق، هذا يجب أن يستمر أيا تكون الصعوبات والتحديات لأن هذا الصدق راكم وأدى إلى مصداقية حقيقية. اليوم العدو وقادة العدو ومستوطنو هذا العدو لأنه لا يوجد شعب، هناك مستوطنين محتلين، الجيش محتل، والناس محتلة. لا يوجد مدني بالكيان حقيقة. هؤلاء اليوم يثقون ويصدقون إعلام المقاومة أكثر مما يصدقون قادتهم وإعلامهم، لماذا وصلنا إلى هذه النتيجة، نتيجة الصدق، نتيجة التجربة الطويلة والوقائع التي ظهرت أمام أعينهم. إذا الصدق في نقل الخبر.
ثانيا: الصدق في الوعد، المقاومة لم تطلق خلال كل هذه العقود وعودا بعيدة عن الواقع وبعيدة عن إمكانية التحقق. عندما انطلقت المقاومة في لبنان بكل أحزابها وفصائلها والذين نقدر لهم جميعا أدوارهم، ونعترف بأدوارهم. عندما انطلقت وعدت بالتحرير ووفت بوعدها في 25 أيار 2000، ووفت بوعدها قبل ذلك عام 1985. وعندما وعدت المقاومة بأننا قوم لا نترك أسرانا في السجون خاضت الحروب من أجل إطلاق الأسرى. وأيضا المقاومة الفلسطينية دخلت في مواجهات وتحديات خطيرة حتى تمكنت من إطلاق أعداد كبيرة من الأسرى، وما زال الأسرى الفلسطينيون في رأس أولويات المقاومة الفلسطينية. والمقاومة في غزة وعدت بالدفاع عن القدس وفتح المعركة مع العدو إذا هدد المقدسيين والمدينة المقدسة والمقدسات، والكثيرون عند الأمة وفي الأمة أيضا كانوا ينتظرون والبعض اعتبره تهديد في الهواء لا قيمة له. فإذا بالمقاومة في غزة بدأت معركتها ابتداء للدفاع عن القدس لتصنع معادلة جديدة. إذا الصدق في الوعد هذا أيضا من عناصر القوة.
وأيضا الصدق فيما ترتبه من آمال، فالمقاومة لا تعد بأحلام على سبيل الخداع أو بآمال كاذبة. اليوم عندما تقدم المقاومة أو تعد المقاومة أو تضع أهدافا قريبة لها، عندما تتحدث عن معادلات حماية هي تنجز معادلات الحماية، كما حصل في لبنان من خلال تثبيت قواعد الاشتباك وتوازن الردع، وكما يحاول الآن الإخوة في فلسطين أن يفعلوا ذلك.
عندما نتحدث اليوم في محور المقاومة عن تحرير فلسطين، واسمحوا لي أن أكون واضحا جدا وهذا يزعج كثيرين اليوم في العالم عن إزالة هذا الكيان الغاصب الباطل المحتل الغدة السرطانية العدو الأساسي من الوجود، نحن لا نتحدث عن أحلام، ولا عن خيالات ولا عن آمال كاذبة. وعندما نقول أن القدس اليوم أقرب. نعم هي أقرب، معركة سيف القدس جعلت القدس أقرب، أقرب من أي وقت مضى، ومن أي زمان مضى.
إذا نحن نتحدث عن آمال حقيقية، نحن لا نبالغ. وهذا من أهم عناصر قوة المقاومة عدم المبالغة، وعدم المبالغة في نقل الوقائع نكون دقيقين، وعدم المبالغة في تصوير الأحداث، وعدم المبالغة في توصيف الإنجازات والانتصارات، وعدم المبالغة في الأهداف المحققة أو التي نسعى إليها، وعدم المبالغة في الآمال والأهداف البعيدة.
خامسا : القاعدة الشعبية، مما يستند إليه إعلام المقاومة والخطاب المقاوم القاعدة الشعبية الجماهيرية العريضة في عالمنا العربي والإسلامي، وفي العالم أيضا. ومن مميزات هذه القاعدة أنها متنوعة دينيا، مسلمون ومسيحيون وحتى بعض اليهود الذين يرفضون الفكرة الصهيونية وهؤلاء لهم وجود حقيقي بمعزل عن حجم هذا الوجود، ومتنوعة فكريا في الانتماء الفكري والثقافي والعقائدي والأيديولوجي، ومتنوعة قوميا وعرقيا وما شاكل، وممتدة في المنطقة وفي العالم تجمعها القدس، والقدس ومقدساتها ومظلومية الشعب الفلسطيني، وهي أهم جامع مشترك يمكن أن يجتمع عليه أتباع الديانات والأفكار لأنهم يجتمعون حول الحق وحول العدل وحول مواجهة الظلم. هذه القاعدة الواسعة تتلقى الخطاب، وتتقبله منكم، وتتفاعل معه على أكثر من صعيد. التفاعل أحيانا يكون إعلاميا، ويكون شعبيا، ويكون حضوريا في الميدان، ويكون تعبيرا عن الموقف في وسائل الإعلام أو في شبكات التواصل الاجتماعي، يعبر عن نفسه في الدعم المالي، ويعبر عن نفسه في الذهاب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، يعبر عن نفسه في المشاركة في جبهات القتال، يعبر عن نفسه في أرقى تعبير في الاستعداد للتضحية والشهادة بكل غال ونفيس. هناك من يهدم بيته فيقف صابرا على حطام بيته، يعبر عن إصراره على مواصلة المقاومة. هناك من تقتل عائلته كما شاهدنا هذه الأيام في غزة، وكما نشاهد كل يوم في القدس وفي الضفة الغربية، في فلسطين، في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، كما شاهدنا في مشاهد كثيرة في لبنان وفي اليمن وفي سورية وفي العراق وأماكن كثيرة، هذه القاعدة إذا موجودة، هي تحتاج إلى خطابكم وإلى الحقائق التي تظهرونها وإلى تفاعلكم أنتم أيضا، لأن الكلمة التي تخرج من القلب تدخل إلى القلب، في كثير من الأحداث والمعارك والحروب عندما كنا نرى ان مثلا النص الخبري أو المعلق أو المحلل أو المذيع أو المذيعة، عندما كانت تتفاعل عاطفيا او يتفاعل عاطفيا ويذرف الدمع، كان يبكي المقاومين والمقاتلين في جبهات القتال، إذا هذا المستوى من التفاعل ، هذا موجود، هناك وسائل إعلام عندما تنشأ تبحث وتريد أن تصنع لها جمهورا، أنا دائما كنت أقول أن وسائل إعلام المقاومة عندما تنطلق، هي تنطلق من قاعدة جمهور موجودة، لكن عليها ان تخاطبها وان تحافظ عليها وان تطور ثقافتها ووعيها وتقوي إرادتها وتحترم عواطفها ومشاعرها وتزيدها قوة وزخما وعزما، وأيضا مسؤولية وسائل الإعلام والخطاب الإعلامي هنا أن أن يخاطب الآخر الذي ما زال يقف على الحياد، الذي ما زال يقف على التل لتوسيع هذه القاعدة، وأن يخاطب الآخر، الآخر الذي إصطف في صف العدو، إنتصارا للعدو، أو تطبيعا مع العدو، أو تآمرا على المقاومة، وهذه مهمة شاقة وصعبة ولكنها ممكنة، ولا يجوز اليأس من أحد، لا من الذين وقفوا على الحياد، ولا يجوز أن نيأس حتى من الذين إصطفوا في خانة العدو، الوقائع التاريخية في الكثير من الحروب كانت تحدثنا والوقت الآن لا يتسع لذكر الأمثلة، كيف كان يمكن للخطاب الحقيقي الصادق المنطقي أن يحيد أعداد كبيرة من جبهت العدو بل ان يدفع بها إلى الالتحاق بجبهة الصديق، وهذا التحول كان سببه الخطاب المنطقي العلمي، خطاب الحق، الخطاب المقنع، إذا أيضا هذه من نطاق القوة التي تحمل المسؤولية.
سادسا، الإمكانيات البشرية والمادية الكبيرة التي يتمتع بها محور المقاومة هذه الأيام، وهذا ليس له سابقة، طبعا، مثل ما يقال، مثل ما هو هو، يعني إذا نظرنا إلى ماضي المقاومة وما كانت تمتلك من وسائل إعلام وما تمتلكه الآن من وسائل إعلام، هذا تطور كبير جدا، لكن نسبة لإمكانات العدو هذا بحث آخر، يعني أنه لا يوجد من حيث النسبة أي تناسب في الكم، نعم هناك توازن ويمكن ان يكون أحيانا غلبة في التأثير لمحور المقاومة، لأنه يستند على عناصر قوة حقيقية، هذه الإمكانات التي تعبر عن نفسها من خلال التلفزيونات او الإذاعات او المجلات أو الصحف أو مواقع التواصل الإجتماعي، او المنابر الشعبية، منابر الخطاب الشعبية المختلفة وكل الوسائل الأخرى، هذه طبعا اليوم من نقاط القوة المهمة في محور المقاومة وفي معركة المقاومة، وهذه الوسائل إستطاعت خلال كل الحروب ان تواكب وان تشارك في صنع الإنتصار، إسمحوا لي أن اقول، هي لم تنقل أخبار الإنتصار، هي لم تغطي فقط اخبار الإنتصار، هي شاركت في صنع الإنتصار بكل ما للكلمة من معنى، وليس فيه أي مبالغة على الإطلاق، في المعركة الأخيرة في معركة “سيف القدس”، العدو، هذا الجيش الذي لا يقهر، هذا الذي يستند إلى القوة العظمى الاولى في العالم، بعد أيام من الفشل العسكري امام المقاومة المحاصرة والشعب المحاصر في غزة، عن أي شيء كان يبحث؟ كان يبحث عن صورة نصر، صورة نصر، وليس عن إنجاز حقيقي للنصر، أما في جبهة المقاومة كانت هناك إنجازات حقيقية للنصر وصور حقيقية للنصر، وإعلام المقاومة شارك في صنع هذا الإنتصار، وخلال كل المراحل السابقة أنا أعتقد أن الإعلام شارك في صنع الإنتصار وحفظ الإنتصار وظهر الإنتصار، ولولاه لضاع الإنتصار وهذه إحدى الاستحقاقات التي سأعود إليها بعد قليل، أمام عناصر القوة هذه والإمكانات البشرية والمادية المتاحة في إعلام المقاومة اليوم، وأيضا من خلال وجودكم المبارك توجد عقول وخبرات وإمكانات بشرية راقية ويوجد مبدعون وهذه حقيقة انا لا أجامل، مع العلم أنه لا يوجد تناسب بالإمكانات المادية والمالية المتوفرة بين إعلام المقاومة أمام ما يتوفر للإعلام الآخر، الآن نتدارس يجب أن نكون موضوعيين، للآسف أحيانا نحن نندفع بإتجاه غالبا التركيز على عناصر الضعف وعلى السلبيات وعلى الثغرات، على الأخطاء، على جلد الذات، وهذا غير موضوعي، الموضوعية في أي تقييم تفترض أن نتحدث عن إنجازات وعن إخفاقات، وليس عن إخفاقات فقط، أن نتحدث عن عناصر القوة وعن عناصر الضعف، ان نتحدث بشكل كامل، وبالتالي نأتي لنؤكد ونعزز ونطور نقاط القوة عندنا والإنجازات ونعالج نقاط الضعف ونسد النقص والثغرات الموجودة لدينا”.
واردف: “أما أن نبدأ بجلد ذاتنا كما نفعل عادة هذا خطأ، اليوم في المجال العسكري دائما كان يوجد ثغرات وأخطاء، لكن عادة لا تظهر، الذي يظهر هو الإنجاز وهو الإنتصار الميداني، في المجال الأمني نفس الشيء، في المجال الأمني أخفى وأخفى، عندما يحصل إخفاق لا يعرف فيه أحد إلا أصحابه، في المجال الإعلامي لأنه واضح وامام الأعين نعم تظهرالإخفاقات والثغرات والأخطاء ويتم تسليط الضوء عليها، انا أقول لكم ان إنجازات إعلام المقاومة كبيرة ومهمة جدا خلال العقود الماضية، يجب أن نؤسس عليه. ان التركيز على نقاط الضعف فقط وجلد الذات لا يؤدي إلى تقييم موضوعي ولا يفتح أمامنا الآفاق للتطور وللتجديد بل بؤدي بنا إلى الإحباط واليأس والوهن، لا نستطيع أن نفعل شيئا نحن ضعفاء ونحن عاجزون، إذا أردنا أن نفكر دائما هكذا في المجال الإعلامي وفي المجال العسكري وفي المجال الأمني وفي المجال السياسي وفي المجال الإقتصادي، يعني نحن نقرر لأنفسنا الموت والزوال والضياع، هذا لا يجوز ان يحصل على الإطلاق، أول دليل وأهم دليل على تأثير وسائل الإعلام هذه هو موقف جبهة العدو، لماذا يخرجون فضائيات عن الاقمار الصناعية؟ لو ما كان لها تأثير فليتركها، يوجد مئات الفضائيات ويمكن آلاف الفضائيات لا أعرف، بالحد الأدنى الموجود هنا على الكابل مئة، إذا على غير الكابل حوالي الألف او يزيدون قليلا، ولكن في العالم يوجد فضائيات ما شاء الله، حسنا، فلتنسى وليتم تجاهل هذه الفضائيات كما يتم تجاهل الكثير من فضائيات العالم، لكن يأتون إلى الفضائية الفلانية، لا أريد أن أسميها لكي لا أنسى البقية، في أكثر من بلد عربي وإسلامي، الفضائية الفلانية والفلانية والفلانية ويتم إسقاطها وتعيش اليوم بقية الفضائيات تحت تهديد إنزالها وإسقاطها عن الأقمار الصناعية، الإذاعات نفس الشيء، الصحف، يمنع دخولها وإن كان الآن في زمن الانترنت لأن الموضوع صعب، المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام، منذ بضعة أيام الأميركي أكثر من 33 موقع إلكتروني أغلقوهم، لو لم يكن لهذه الوسائل التأثير، وكانوا عديمي التأثير لماذا العدو “ربك نفسه” وأصلا يريد أن يتعب نفسه ويلغيها؟ هذا دليل تأثير ودليل انها فاعلة إيجابا في الأمة وفاعلة ومزعجة للعدو، بمعزل عن نسبة ومستوى الإزعاج. أنا سأقترب إلى المقطع الأخير، نحن بحاجة إلى تقوية هذه الوسائل، نحن بحاجة إلى التكامل فيما بينها، والتنافس الإيجابي وليس التنافس السلبي، نحن بحاجة إلى الإستفادة من تجارب بعضنا البعض في المجال الإعلامي كما يحصل في المجال العسكري، إحدى أهم نقاط القوة في المقاومة المسلحة اليوم أنه يوجد تبادل تجارب، يوجد تبادل في الخبرات، لا يوجد جبهة عسكرية مفككة، بل يوجد جبهة عسكرية متواصلة متعاونة متكاملة وستزداد إن شاء الله تكاملا في المراحل المقبلة، في المجال الإعلامي نفس الشيء، وأيضا ما نحتاج إليه اليوم وهو يحتاج أيضا إلى توجيهاتكم وإلى خبراتكم، الإستفادة القصوى من الإمكانية العظيمة المتاحة اليوم المتمثلة في شبكات التواصل الإجتماعي، وأيا يكن هدف العدو الذي فتح هذا الباب للعالم، لأن للموضوع نقاشه، لأنه يمكن تحويل التهديد إلى فرصة وتحول إلى فرصة، أنا قرأت بعض الإحصائيات التي تقول أنه عندما يكثر التساؤل أنه لماذا في معركة “سيف القدس” كان يوجد تفاعل في العالم أكثر من أي معركة سابقة، بعض الدراسات أحالت ذلك إلى شبكات التواصل الإجتماعي، وفعاليتها، لأنه يمكن أن يمنع الفضائية وينزلها ويمنع الإذاعة ويسكتها، ويمنع الصحيفة من ان تصل، لكن شبكات التواصل الإجتماعي ووصولها اليوم على مستوى العالم، إستطاعت أن تنقل بالصورة والصوت كما لم يسبق ان نقلت معركة او مواجهة او مظلومية أو مجازر أو.. أو.. أو.. حصلت في فلسطين المحتلة. هذه فرصة عظيمة جدا يمكن أن يتحول فيها كل إنسان، كل فرد، ليس فقط النخب والمفكرون والمحللون والمثقفون ووسائل الإعلام، وإنما يتحول فيها كل فرد في هذا المحور وفي هذه الأمة إلى صانع، إلى مخاطب للعالم كله في نقل الصورة ونقل الوقائع ونقل المواقف. أيها الأخوة والاخوات أيضا نحن اليوم في الوقت الذي نخوض فيه معركة تبيين الحق وإستنهاض الشعوب وبعث الآمال الصادقة، في جانب آخر في المجال الإعلامي نخوض معركة مواجهة التضليل والكذب والتحريف والتزوير والخداع والتشويه وهذه المعركة القاسية. هذه بحاجة إلى خطة لأنه لوحدها تريد خطة، هذا في المجال الدفاعي، كل الذي تكلمنا عنه هو في خطة الهجوم، هنا في المجال الدفاعي نعم اليوم هناك إمكانات هائلة تعمل على هذا الموضوع خصوصا في العالم العربي، في لبنان والعالم العربي والعالم الإسلامي، هؤلاء لا يستطيعون ان يدافعوا عن العدو، لا يستطيعون ان يتحدثوا عن حق العدو لأنه باطل، لا يستطيعون ان يتحدثوا عن إنسانية العدو وإن حاولوا في بعض الإعلام الخليجي خلال السنة الماضية، جاءت “سيف القدس” لتمسح هذه الأكاذيب، إذا هم لا يستطيعون ان يدافعوا عن العدو ولا عن سلوكه ولا عن وحشيته ولا عن جرائمه ولا عن باطله ولا عن مجازره ولا عن وجهه القبيح، لا عن ماضيه ولا عن حاضره، ولا يستطيعون أن يقنعوا الأمة بأن هذ العدو ليس له أطماع، في المستقبل فيحولون سلاحهم إلى المقاومة لتشويهها، لتحريف حقيقتها، لتزوير مواقفها، لكن النقطة المركزية هي التشويه، تشويه بكل ما للكلمة من معنى، لذلك اليوم نرى عندما نواكب وسائل الإعلام الأخرى المعادية، لا أقول المخاصمة وإنما أقول المعادية، هذا شكل من أشكال العداء، هي تشن حربا إعلامية صباح مساء وتسخر لها الكثير من الكوادر البشرية ومليارات الدولارات باعترافهم هم، من أجل أي شيء؟ من أجل التشويه “.
وقال: “لكن عموما يتم التركيز أولا على القضية الفلسطينية نفسها، فكريا وثقافيا ودينيا، وغدونا نسمع في الآونة الأخيرة – هنا يحتاج أيضا لجهد ثقافي وديني- غدونا نسمع في الآونة الأخيرة من بعض الإعلام الخليجي خصوصا تنظيرات دينية بأنه نعم فلسطين هي حق لليهود، هي حق لبني اسرائيل وقال الله تعالى.. ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
التركيز على قدرة العدو – أن هذا العدو لا نستطيع أن نقوم بشيء فعلينا أن نقبل بالحطام – على قدرة العدو وعجز الأمة، لكن الأخطر هو التركيز على تشويه صورة المقاومين. اليوم مثلا المقاومون في العراق ذيول في شبكات التواصل في العراق وبعض الإعلام العراقي المعادي، ذيول لإيران، عندما تكون مقاوما مجاهدا تريد سيادة العراق واستقلال العراق وحرية العراق وأن يكون نفط العراق للشعب العراقي أنت ذيل، أما عندما تكون عميلا للسفارة الأميركية وخادما عند أبوابها ومقبلا لأعتابها أنت وطني في كل المنطقة، في لبنان، في فلسطين أنتم أذناب، أنتم عملاء، أنتم عملاء إيران، أنتم جالية إيرانية، أنتم أنتم… هذا كله سهل، الجالية والعميل خصوصا بهذا الزمن أصبح العميل أمرا عاديا. لكن الأسوأ عندما تصبح حركات المقاومة مافيات، مافيات سرقة، مافيات اتجار بالمخدرات دون أن يقدموا دليلا واحدا، مافيات جريمة، ويعمل على هذا في الليل وفي النهار ويصدقه بعض الناس. عندما تحمل المقاومة وحركات المقاومة مسؤولية أوضاع خطيرة في بلدانها هي لا تتحمل مسؤوليتها، مثل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان وفي غير لبنان، على كل حال، حتى الانتصارات التي صنعتها المقاومة ينكرونها وينظرون لإنكارها وعدم الاعتراف بها وإجهاضها، هذا حصل في لبنان في عام 2006، ولكن بعد معركة “سيف القدس” أنا كنت أشاهد بعض الفضائيات العربية، في الوقت الذي يتحدث فيه الفلسطينيون عن انتصارهم ويعترف العالم بانتصارهم ويعترف الصهاينة أنفسهم بانتصار الفلسطينيين، بعض الفضائيات العربية والخليجية بالتحديد كانت تقدم صورة الهزيمة، تركز على البيوت المهدمة، على أعداد الشهداء، على أعداد الجرحى، على فرص العمل التي ضاعت، على آلام ومعاناة الناس، مع أن أصحاب البيوت المهدمة وعوائل الشهداء والذين ضاعت فرص عملهم يعبرون عن إعتقادهم بالنصر واعتزازهم بالنصر. مثل ما حصل في لبنان تماما، العدو الذي عجز عن صنع صورة النصر تأتي وسائل الإعلام العربية المعادية لتصنع له صورة نصر من عظام وأشلاء الأطفال والنساء والشهداء والجرحى في قطاع غزة وفي فلسطين المحتلة. هذا طبعا يحتاج إلى مواجهة، هذه معركة قاسية تحتاج إلى خطة، إلى متابعة، ولكنها أولا اسمحوا لي أن أقول تحتاج إلى ثقة بالنفس، أولا نحن يجب أن لا نهتز أمام هذا التشويه، يجب أن تكون ثقتنا بأنفسنا لإخواننا وأخواتنا، ببيئتنا، بأنساننا، بحركات المقاومة ثقة كبيرة، هؤلاء ليسوا معصومين، هؤلاء يرتكبون أخطاء ولكن حركات المقاومة تتمتع بالمصداقية وبالصدقية وبالإخلاص وبالاستعداد العالي للتضحية وبالوفاء، لكن لا يمنع أن يكون فيها مخطئون وخطاؤون ومرتكبو أخطاء بل مرتكبو ذنوب أحيانا. نحن أمام الأخطاء والذنوب يجب أن نعمل لمعالجتها، هم يقومون على تكبير الأخطاء ولكن بالأعم الأغلب هم يفترون، يصطنعون الأكاذيب والافتراءات التي لا تمت إلى واقع المقاومة وحركة المقاومة بصلة”.
اضاف: “اليوم أنتم مدعوون إلى دراسة هذا الخطاب انطلاقا من عناصر القوة هذه وتطويره وتجديده على كل صعيد بما يتناسب مع كل التطورات الحاصلة في منطقتنا، مع كل الامكانيات المتاحة بين أيدينا، عسكريا، أمنيا، سياسيا، إعلاميا، ثقافيا، اجتماعيا، ماديا إلى آخره.. وبما يتناسب أيضا مع التهديدات والتحديات والفرص المتاحة وخصوصا العمل على تحويل التهديدات إلى فرص، نحن بحاجة إلى مراجعة لغتنا، لغة خطابنا، الأدبيات، المصطلحات، الأساليب، الوسائل، الأدوات، الأفكار، يعني المضمون والشكل، بالاستناد إلى هذه الثوابت نحن لا نريد أن نبدأ من الصفر وإنما نريد أن نبني على هذا الكم الكبير كما ونوعا من الانجازات في محور المقاومة ومنها الانجاز الاعلامي، ونحن جميعا يجب أن نستفيد من نتائج نقاشاتكم وحواراتكم إن شاء الله.
أنا أود أن أطلب منكم شخصيا جهدكم الخاص للمساعدة في تكريس المعادلة الإقليمية الجديدة التي نطرحها، أن تصبح المعادلة الإقليمية لحماية المدينة المقدسة، المقاومة في غزة أرادت أن تضع المقاومة في غزة مقابل القدس، نحن نريد أن نضع المنطقة كلها في مقابل القدس من أجل حماية القدس، هذا الخطاب أو هذا الكلام ليس للإستهلاك الإعلامي، ليس لتسجيل النقاط، نحن لم نفعل ذلك في الماضي ولن نفعل ذلك الآن، هذا مشروع جاد وحقيقي ويبنى عليه، الآن يبنى عليه، الآن حتى ولو لم يترجم واقعا عمليا بعد، عندما يقتنع الصهاينة وقد اقتنعوا، عندما يقتنع الصهاينة أن تهديد المدينة المقدسة وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة سيؤدي إلى حرب إقليمية، سيعيدون النظر ويحسبون مليون مليون حساب في خطوات من هذا النوع، إطلاق المعادلة يمكن أن يفرض قاعدة ردع فكيف إذا عملنا إلى تثبيت هذه المعادلة بل إلى ترجمتها حقيقة في المستقبل القريب أو المتوسط. نحن نعمل على تشبيك عناصر القوة لهذه المعادلة في محور المقاومة، دول وحكومات وحركات وشعوب، نسهر الليالي، نعقد اللقاءات، ننسق، نتواصل، ندرس، نضع الخطط، نؤمن ونضع السيناريوهات المحتملة والمفترضة والخطط المتنوعة، وإلى آخره، لكن هذا يحتاج أيضا إلى صناعة رأي عام جديد ونحن خارجون من المرحلة الصعبة خلال العشر سنوات الماضية، نحن نحتاج إلى رأي عام جديد، لو كنا نتحدث عن معادلة تريد أن تحمي منطقة جغرافية في فلسطين أو في لبنان أو في سوريا أو العراق أو اليمن يمكن أن لا تكون فكرة المعادلة الإقليمية أو الحرب الإقليمية مقبولة عند الكثير من شعوبنا، ولكن عندما “نحكي” ونتحدث عن المدينة المقدسة التي تعني الجميع، عندما نتحدث عن مدينة المقدسات التي تعني جميع شعوب الأمة وجميع دول وحكومات الأمة وجميع أحرار العالم وجميع أتباع الديانات السماوية في العالم يجب أن تكون هذه الفكرة مقبولة ومقدرة ولها أرضية خصبة ويجب أن نعمل لها بقوة وهذا يحتاج إلى جهد مركز خلال المرحلة المقبلة”.
وتابع: “المقطع الأخير من كلامي، نافذة على الأوضاع المحلية، سيقال أنه يا سيد ويا إخوان – الخطاب ممكن أن يوجه لي ولكم – أنه الآن أنتم مجتمعين لتناقشوا الخطاب الإعلامي وتجديده في مواجهة الاحتلال والهيمنة وتقييما واستثمارا وتقديرا للإنتصار في فلسطين، ونحن كنا نتوقع منكم أن تتحدثوا لنا عن طوابير محطات البنزين وفقدان الأدوية وحليب الأطفال والمشاكل الداخلية التي نعاني منها، أنا أريد أن أعلق على هذه النقطة وأختم بكلمتين.
هو في الحقيقة المطلوب ممن يدير ويتآمر ويضع المخططات في المنطقة، في عالمنا العربي والإسلامي، المطلوب هذا بالتحديد، المطلوب أن ينشغل كل شعب من شعوب هذه المنطقة بقضاياه الداخلية، بمشاكله السياسية، بل أكثر من ذلك، بخبزه وببنزينه ومازوته وقنينة الغاز في بيته وحليب أطفاله وراتبه وعملته الوطنية، حتى لا يبقى متسع لا في العقل من أجل الفكر ولا في القلب من أجل العاطفة ولا في النفس من أجل الإرادة والعزم ولا في الاهتمام ولا في التخطيط ولا في المتابعة لأي شيء آخر يعني الأمة وفي مقدمها فلسطين والقدس، هذا معروف وليس هناك أي شيء جديد ولكن أذكر به. وهذا ما عمل به على عقود، أحد الأشكال، غير الحروب الاقليمية وحروب الأخوة وحروب الأصدقاء وتمزيق الأمة وتمزيق الدول ووو.. هذا قائم بذاته ولكن هذا اليوم هو الذي يجري في كل بلد، الحصار والعقوبات الاقتصادية على بلداننا وخصوصا على دول وشعوب في محور المقاومة، في الحقيقة هدفها هو هذا أن نصل إلى النقطة التي لا مكان فيها لفلسطين، لا في عقولنا ولا في قلوبنا ولا في عواطفنا ولا في مشاعرنا ولا في متابعتنا الإعلامية ولا في اهتماماتنا ولا في مشاركتنا في المعركة بأي مستوى من المستويات وهذا ما أرادوا أن تصل إليه الناس وهم ينجحون نسبيا، فلنكن واقعيين، وهو ينجحون نسبيا يجب أن نعترف بهذا الأمر ويجب أن نواجهه”.
واردف: “الصحيح أن نعمل على مسارين في آن واحد، الصحيح أن نعمل على مسارين وعلى خطين في آن واحد، الخط الأول أن نبقى في هذا الصراع الأساسي، أن لا نغفل عنه، أن لا نتركه، أن لا نهمله. والخط الثاني أن نتوجه إلى مشاكلنا الداخلية، إلى مجتمعنا المحلي الوطني لنعمل أقصى الجهد لمعالجة أزماتنا السياسية والمعيشية والمالية والاقتصادية ولا نتخلى عنها ولكن علينا – هنا مشكلتنا نحن – ولكن علينا أن نعمل على المسارين، وأنا أعترف لكم أن العمل على المسارين مجهد ومتعب ومربك وصعب، ولكنه من خلال الإرادة والعزم يمكن أن نتقدم، المسار الأول لا يجعلنا نخرج من اهتماماتنا الداخلية والمسار الثاني لا يجوز أن يغرقنا ويسقطنا في مشاكلنا الداخلية على حساب المسار الأول، هذا هو التعقيد في معركتنا الذي يجب أن نواصله وأن نخوضه.
اليوم شعبنا اللبناني يجب أن يعرف وكل الذين يقفون على محطات البنزين والمازوت والصيدليات وليرتهم أين أصبحت ومعاشاتهم أين أصبحت، يجب أن لا يغفلوا عن كامل الأسباب الحقيقية للأزمة، في دول المنطقة ذات الشيء. نعم هناك أسباب حقيقية ترتبط وبكل صراحة بأزمة النظام في لبنان، نحن ليس فقط في أزمة حكومة، أزمة الحكومة في لبنان هي تعبر عن أزمة النظام، هي نتاج أزمة النظام، هناك أزمة نظام في لبنان، هناك أزمة سياسية في لبنان، هناك فساد مستشري، هناك سرقات بلا حدود، هناك احتكار بلا حدود، حتى اليوم غير مفهوم الذي يجري في موضوع البنزين والمازوت وفي تجديد أسبابه، أحيانا يتم المبالغة في بعض الأسباب، يقولون لك التهريب، اذهبوا واضبطوا موضوع التهريب، كم نسبة التهريب؟ ولكن شاهدوا نسبة الاحتكار الهائلة والمحمية والمتروكة. حسنا، عندنا مشكلة، صحيح، أزمة سياسية، أزمة فساد، أزمة إدارة، أزمة حكومة، أزمة احتكار، أزمة مسؤولية، اسمحوا لي حتى على المستوى الشعبي، أزمة وعي حتى على المستوى الشعبي، هنا لا نجلد أناسنا، هناك كثير من الناس واعين، ولكن هناك أناس يأخذون أمور إلى حيث يريد العدو في الحقيقة، تحتاج إلى القليل من الصبر، ليس له معنى أن تقوم الناس بإطلاق النار وتضرب بعضها بالسكاكين على محطة البنزين، هذا جهل، هذا جهل ليس بعده جهل”.
وقال: “في كل الأحوال، لكن هناك سبب آخر، سبب حقيقي، سبب كبير جدا جدا جدا، اسمه الأميركي والسياسة الأميركية التي تحاصر، التي تعاقب، التي تمنع أي مساعدة يمكن أن تأتي من العالم، سواء جاءت على شكل ودائع في المصرف المركزي أو جاءت على شكل هبات أو جاءت على شكل قروض، أميركا هي التي تمنع، أنتم أصدقاء أميركا في لبنان ألا تعرفون ذلك؟ ألا تخجلون من ذلك؟ السفيرة الأميركية التي تخرج علينا كل يوم لتنظر على اللبنانيين وتذرف دموع التماسيح على اللبنانيين، حكومتها وإدارتها، أليست هي التي تمنع أي دولة في العالم من أن تقدم مساعدة أو هبة أو وديعة أو قرض للبنان ولأهداف سياسية لا ترتبط بلبنان وإنما في خدمة الاحتلال الإسرائيلي، في خدمة مشروع تثبيت “إسرائيل”، في خدمة مشروع التوطين، في خدمة اغتصاب الغاز والنفط من مياهنا الإقليمية، في خدمة الأمن لإسرائيل، أليس كذلك؟ أليست الإدارة الأميركية هي التي تمنع البنوك اللبنانية من أن تأتي بأموالها ودولاراتها من الخارج؟ أليست الإدارة الأميركية هي التي تفرض العقوبات وتهدد بالعقوبات؟ أليست الإدارة الأميركية والسياسة الأميركية هي التي تمنع اللبنانيين، الحكومات اللبنانية، الدولة اللبنانية – حتى نوسع الإطار- من الاستعانة بأي صديق شرقي؟ ممنوع، الصين ممنوع، هنا لا نتحدث فقط للمحاججة، هناك فرص حقيقية لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان، فرص حقيقية، لبنان بحاجة إلى استثمارات، هذا لا يحتاج للكثير من الفلسفة، إما ودائع حتى تشد الليرة اللبنانية قليلا أو هبات أو مساعدات أو قروض أو استثمارات، والأفضل هي الهبات والاستثمارات لأنها لا ترتب تبعات على الميزانية وعلى الشعب اللبناني”.
اضاف: “شركات صينية كبرى، شركات روسية كبرى جاهزة أن تستثمر في لبنان وعلى طريقة BOT ودون أن تدفع الدولة اللبنانية شيئا ثم يقال لها كلا كلا كلا.. يعني المسؤولين اللبنانيين حقا عقلهم لا يصل إلى أن هذا يحيي الاقتصاد اللبناني ويحيي البلد ويعالج جزء كبير من أزمتنا ويؤمن عشرات آلاف إن لم يكن مئات آلاف فرص العمل، يعرفون، ولكن أنا أقول لكم بصراحة، الفيتو الأميركي، الخوف من الأميركيين، من أن يضعوا ليس الدولة اللبنانية والبنك المركزي على لائحة العقوبات، هناك خوف شخصي، أن يضعونا، أن يضعوا أشخاصنا وبيوتنا وزوجاتنا وأولادنا على لائحة العقوبات، فليضعوا على لائحة العقوبات، إذا كان إنقاذ البلد من الاحتلال، قام الشعب اللبناني في مناطقه المتعددة بأحزابه وفصائله المتنوعة وقدم خيرة شبابه رجالا ونساء شهداء من أجل إنقاذ لبنان وتحرير لبنان، ألا يستحق لبنان وشعب لبنان من أجل إنقاذه ماليا ومعيشيا واقتصاديا أن يضحي السياسيون في لبنان ويتحملوا، أن توضع أسماؤهم على لوائح الشرف الأميركية؟ لماذا لا نملك الجرأة والشجاعة!؟ وإلا قولوا لي ما هي الحلول، ماذا ننتظر؟ اللبنانيون ينتظرون الموت البطيء، الكل يتحدث عن انهيار ويبشرنا بالإنهيار ويختلفون عن الزمن الذي يفصلنا عن الانهيار. حسنا، هذه حلول حقيقية، هذه حلول واقعية، أميركا تهدد بوضع لبنان أو المسؤولين أو الشخصيات السياسية في لبنان على لوائح العقوبات، والواقع يقول لنا أن لبنان كل لبنان ذاهب إلى الموت، ماذا تفعلون؟ كيف تتصرفون؟ هذا لا يجوز أن يغيب عن البال في المواجهة الداخلية، حتى في المواجهة الداخلية هذا جزء من الصراع الأساسي، وأساسا هم هذا هدفهم، في غزة لسنوات حاولوا تحريض أهل غزة على المقاومة في غزة ووظفوا الحصار على غزة، في سوريا اليوم بعد أكثر من سنتين من الهدوء والاستقرار والأمن في أغلب المناطق السورية والمحافظات السورية، وعندما كانت سوريا تمني النفس بأن تأتي الشركات من كل أنحاء العالم، من الشرق ومن غير الشرق ومن العالم العربي وحتى الشركات اللبنانية كانت تتنافس للإستثمار في سوريا ونحن نعرف ذلك، جاء قانون قيصر الأميركي ليفرض الحصار على سوريا، ليهدد كل شركة تستثمر في سوريا ضمن نطاق معين بالعقوبات، فانكفأت الشركات وخافت وتراجعت حتى من الدول الصديقة لسوريا، وهذا من أجل الضغط على سوريا، العراق ما يزال يعاني، إيران ما زالت تعاني، اليمن محاصرة، غزة ما زالت في الحصار”.
وتابع: ” هذا هو منطق العقوبات في لبنان، هم بكل صراحة الأميركيون يقولون هدفنا في لبنان أن نثير الشعب اللبناني على المقاومة عموما وتحديدا أن نثير بيئة المقاومة على المقاومة، الجماعة لا يخجلون، لا يخبئون أهدافهم، هو قال قبل سنوات نحن أنفقنا 500 مليون دولار هذا في عام 2005 و 2006 فقط لتشويه صورة حزب الله، اليوم الأميركيون يقولون نحن نريد أن نثير الشعب اللبناني وبيئة المقاومة على المقاومة، إذا أيها اللبنانيون الشريك في تدمير عملتكم الوطنية، فيما تعيشونه أيضا من أزمات ومن مصائب، في الغلاء وفي الجوع وفي تدمير فرص العمل ، اعلموا أن الشريك الأساسي هي الإدارة الأميركية والسياسة الأميركية والسفارة الأميركية في لبنان التي تضحك عليكم بكمامتين وثلاثة من هنا وبابتسامات خبيثة. نعم هناك مشاكل أخرى لكن المشاكل الأخرى – أنا لا أريد أن أدافع – لكن المشاكل الأخرى كانت دائما موجودة، الفساد واللصوصية والسياسات الخاطئة على مدى عشرات السنين، ولكن الفارق أنها كانت محمية من السياسات الأميركية ومن الإدارات الأميركية المتعاقبة، وأهم اللصوص والمفسدين والفاسدين في لبنان هم أصدقاء أميركا في لبنان أيضا، لماذا سكتت أميركا عنهم خلال كل السنوات الماضية وجاءت الآن لتحارب الفساد، هي ليست صادقة حتى في حديثها عن الفساد، هذا غطاء للمعركة الاقتصادية الحقيقية، اليوم عندما نجد المناقشات الاسرائيلية الأميركية نجدهم بوضوح يتحدثون، بعد فشلهم في حرب تموز 2006، وأنا أقول لكم حتى الآن فشلوا، نحن 2021، لسنوات هددونا بالحرب، هددونا بالقصف، بقصف أماكننا ومعسكراتنا ومصانعنا، إذا لم نتوقف في موضوع الصواريخ الدقيقة، وكل تهديداتهم ذهبت هباء، لأنهم يعرفون طبيعة المعادلة، لأنهم يعرفون أن الحرب مع لبنان ليست نزهة، نهدد بتدمير لبنان وتحطيم لبنان، يهدد ويهدد ولكنه يعرف أيضا الثمن في المقابل، حسنا على ماذا يراهنون؟ اليوم كل مراكز الدراسات عند العدو الإسرائيلي، أمالهم كبيرة من خلال الأزمة الإقتصادية والمعيشية في لبنان، لذلك هنا أقول على شعبنا، أولا أن يتسلح بالوعي وأن يتسلح بالصبر وبالعزم، نعم وبالعمل الجاد لنعالج هذه الأزمات ولكن في الحد الأدنى أن نصمد فيها”.
وفي مسألة الحكومة قال: “الآن عاد رئيس الحكومة المكلف، من المفترض أن تكون هذه الأيام أياما حاسمة، لا أريد أن أقول شيئا الآن، لأنه هناك لقاءات ستعقد اليوم وغدا وبعد غد يمكن أن ترسم صورة المشهد الحكومي بشكل واضح.
لدينا أيضا الأنباء التي سمعناها في وسائل الإعلام عن ادعاءات على رئيس حكومة تصريف الأعمال وعلى عدد من الوزراء السابقين وعلى عدد من القادة العسكريين والأمنيين ولم نقرأ أسماء قضاة ولا قيل أنه يوجد قضاة، طبعا من المؤسف أن يعرف المدعى عليهم أسماءهم والإدعاء عليهم من وسائل الإعلام، وحتى هذه اللحظة على ما أظن – يعني لليوم صباحا بالحد الأدنى – لم يبلغ أحد رسميا أنه أنت مدعى عليك أو مطلوب للتحقيق في قضية المرفأ، طبعا هذا شكل من أشكال التوظيف السياسي لهذه القضية ونحن سابقا رفضنا هذا الموضوع ونعود ونرفض هذا الموضوع.
اليوم أنا لن أعلق سأترك التعليق لاحقا حتى تصل الإخبارات القضائية الحقيقية، لنرى هل ما تم تداوله في وسائل الإعلام صحيح أو ليس بصحيح، هل ما تم تسريبه صحيح أو ليس بصحيح، نحن في السابق تحدثنا عن موضوع المعايير واختلاف المعايير، ونحن ما نسعى إليه على مقربة من الذكرى السنوية للانفجار ولهذه المجزرة المهولة العدالة والحقيقة.
حتى الآن ما زالت العدالة بعيدة والحقيقة مخفية، على مدى سنة وعلى مدى أشهر طالبنا قاضي التحقيق السابق والقاضي العدلي الحالي، طالبناهم بأن ينشروا ملف التحقيق الفني التقني حول هذه الحادثة المهولة وحتى الآن لا حياة لمن تنادي، هل ما حصل هو تفجير؟ هل ما حصل هو أمر متعمد؟ هل ما حصل هو سببه الإهمال؟ هل ما كان في مرفأ بيروت صواريخ للمقاومة؟ هل كان في مرفأ بيروت مخازن سلاح للمقاومة كما قيل في الأيام الأولى والأسابيع الأولى؟ هذا جزء من حملة الأكاذيب التي لم نتفرغ لأن نعطي شواهد عليها، وتعرفون أنه ليست بحاجة إلى شواهد، حتى الآن لا حديث عن الحقيقة، حتى لعوائل الشهداء، لا تريد أن تقيم مؤتمر صحفي يا أخي فلتجمع عوائل الشهداء ولتقول لهم كيف استشهد أولادهم، هل يوجد صاروخ إسرائيلي؟ هل يوجد عدوان إسرائيلي؟ هل يوجد متفجرات؟ هل يوجد إستخدام من المقاومة للمستودعات في المرفأ؟ هل يوجد إهمال، تقصير؟ وثانيا، نريد أن نرى هل يوجد وحدة معايير أو لا يوجد وحدة ومعايير، هل يوجد عمل قضائي حقيقي أو يوجد إستهداف سياسي وحينئذ يبنى على الشيء مقنضاه”.
وتابع: “أما في الأوضاع المعيشية فيجب أن نواصل جميعا العمل والضغط أيضا باتجاه الحلول الحقيقية، الحلول الناجعة، وليس الأعمال الصغيرة أو البسيطة، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا من خلال إرادة شجاعة واستعداد عال للتضحية لفتح الأبواب أمام إنقاذ الإقتصاد اللبناني”.
وختم: “أشكركم أطلتم بالكم علي، أنتم معتادون علي ساعة وأسحب قليلا إلى الساعة وربع، أنا إن شاء الله أتمنى لكم أن يكون مؤتمركم منتج ومفيد وبالتأكيد سنستفيد من كل أفكاركم وأرائكم وإبداعاتكم، أعطاكم الله العافية، مشكورين على كل جهودكم من الآن وفي الماضي، ومشكورين سلف على حضوركم المخلص والصادق في هذه المعركة”.