الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

بري يمارس سياسة الاستيعاب… وزيارة قطرية صامته

يحار المرء ايضحك ام يبكي حين يسمع خطابات الرؤساء والمسؤولين السياسيين التي انهمرت على رؤوس اللبنانيين ‏في الساعات الاخيرة تحت عنوان ” ما خصني”، فيما بلغت الشماتة بلبنان حد تبرّع اسرائيل بمساعدته‎.‎

مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الحق كل الحق “عالطليان”، عذرا “عالاميركان”. هم وسفارتهم في ‏بيروت حرفوا لبنان الى المحاور الاقليمية المتنازعة. هم شتموا ولعنوا العرب والخليجيين باب رزق اللبنانيين الاوسع ‏على مختلف المستويات، ووزعوا خلاياهم “الامنية” في دولهم ليفجروا هنا ويتدخلوا في الحرب هناك. هم ضربوا ‏عرض الحائط قرار الدولة اللبنانية بالحرب والسلم وارسلوا “مقاومتهم الاسلامية” الى سوريا والعراق والبحرين ‏لنصرة انظمة محور الممانعة. هم “هشلوا” السياح واحتلوا بمخيماتهم وسط بيروت فحولوها من جنة الى مدينة ‏اشباح. هم علقوا رئاسة الجمهورية لعامين ونصف العام كرمى لعيون مرشحهم. هم غضوا الطرف عن فساد حلفائهم ‏وحتى من يناصبونهم العداء في السياسة لعدم اثارة ملف سلاحهم الذي انتفى دوره جنوبا منذ زمن. والاكيد المؤكد ان ‏مئات الصفحات لا تكفي لعرض ما فعله الاميركيون بلبنان، ولسنا هنا في معرض الدفاع عنهم لكنها كلمة حق تقال‎.‎

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال فحدث ولا حرج.. أطل الرئيس حسان دياب كالعادة مجددا امس على الشعب ‏وممثلي دول العالم الذين جمعهم في السراي، “ليئن ويعن” ويشكو ويتوسل العون من دون ان يفوته طبعا التذكير ‏بلائحة انجازاته الطويلة، فلولاها كانت البلاد في خبر كان. كأي مواطن يقبع تحت خط الفقر والجوع والذل ولدياب ‏اليد الطولى في ايصال البلاد الى ما وصلت اليه بتمنعه عن دعوة مجلس الوزراء للإلتئام تهربا من مسؤولية لم يفكر ‏بها على الارجح حينما اغراه منصب رئاسة الحكومة الذي قدمه له فريق الممانعة تحت ستار “الاستقلالية”، نطق ‏دياب بما لم يعد يقبله طفل صغير طالبا منهم انقاذ لبنان والكف عن حصاره لان الشعب يدفع ثمن هذا الحصار، مهددا ‏اياهم ضمنيا، بأن الانفجار الاجتماعي الوشيك، لن يسلم منه العالم، خاصة وان في لبنان نازحين سوريين ولاجئين ‏فلسطينيين‎.‎

‎ ‎

غريو ترد بقوّة

هذا الموقف استدعى ردا سريعا وعالي السقف من السفيرة الفرنسية آن غريو قالت فيه ان هذا الاجتماع يأتي متأخرا، ‏وان الازمة اللبنانية هي نتاج سوء ادارة استمرت عقودا وليست نتاج حصار خارجي، مذكرة بالدعم الذي تقدمه باريس ‏وشركاؤها للبنان منذ شهور من دون تنتظر دعوة دياب اياهم، لانقاذ لبنان‎.‎

‎ ‎

اتصالات

على خط التشكيل، وصل وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت امس وقام بجولة سريعة ‏على بعبدا وعين التينة وبيت الوسط واليرزة. اما داخليا فلم تسجّل امس اي حركة علنية بعد، والمعلومات حول اجتماع ‏ضم الرئيس نبيه بري الى الرئيس المكلف سعد الحريري بقيت متضاربة. وتتجه الانظار الى اجتماعات مفترضة ‏للحريري بنواب كتلة المستقبل في الساعات المقبلة واخرى تجمعه برؤساء الحكومات السابقين، وبلقاء ايضا سيضمّه ‏الى الرئيس نبيه بري، ليحدد طبيعة خطوته المقبلة. الا ان المعلومات تفيد بأن لا شيء محسوما بعد لا لناحية اعتذار ‏الحريري ولا لناحية زيارته الى بعبدا حاملا تركيبة جديدة (مع ان هذا الخيار مرجّح) ولا لجهة موافقته على “تغطية” ‏خلفه‎.‎

تشكيلة الى عون؟

في المواقف، قال عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش ان الخطوة التالية ستكون تقديم الحريري تشكيلة جديدة من ‏أربعة وعشرين وزيراً وسينتظر ردّ رئيس الجمهورية، وما إذا كان سيبقى مصراً على الثلث المعطل، وعندها قد ‏يعتذر عن إكمال مهمته‎.‎

البنزين

وسط هذه الاجواء الضبابية، الواقع المعيشي اليومي على حاله. وفي وقت تجمع عدد من المحتجين صباحا على ‏اوتوستراد الرئيس اميل لحود باتجاه الصياد قرب وزارة الطاقة، احتجاجاً على التقنين الكهربائي القاسي، بقيت ‏الطوابير امام المحروقات طويلة ولم تخل من الاشكالات بين المواطنين وبين عناصر امن الدولة ايضا وهذا ما حصل ‏امس على محطة في فرن الشباك. في المقابل، حكي عن حلحلة قريبة. فقد افيد ان مصرف لبنان خرق جدار الأزمة، ‏بفتح اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين راسيتين في عرض البحر، وستفرَّغ حمولتهما خلال يومين “الأمر الذي ‏يحلّ الأزمة لمدة أقصاها 25 يوماً” على حدّ ما أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض‎.‎

‎ ‎

حاجات المستشفيات

اما استشفائيا، فقد عُقد اجتماع طارئ في مقر المديرية العامة للنفط، شارك قيه نقيب أصحاب المستشفيات سليمان ‏هارون، المديرة العامة للنفط اورور فغالي ونائبها زاهر سليمان، مدير منشآت الزهراني زياد الزين، مدير منشآت ‏طرابلس هادي الحسامي‎.‎

وعلى صعيد ازمة الدواء، حذر تجمع اصحاب الصيدليات من تحرك واسع يشمل كافة الصيدليات، التي أصبحت ‏تكاليفها التشغيلية أكبر من قدرتها على الاستمرار والصمود، بعد العجز عن تلبية الحد الادنى من متطلبات وحاجات ‏المرضى للأدوية الضرورية، ما يشكل خطرا غير مسبوق على الأمن الصحي للمواطن‎”.‎

‎ ‎

رفع الحصانة

قضائيا، دعا الرئيس بري إلى جلسة مشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل يوم الجمعة المقبل لدرس ‏طلب رفع الحصانة في ملف تفجير المرفأ. كما وقع مشاريع القوانين التي أقرها مجلس النواب في مقدّمها قانونا الشراء ‏العام والبطاقة التمويلية على أن يحيل مشاريع القوانين إلى ‏السلطة التنفيذية‎.‎

الشرق

Leave A Reply