الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

الاجتماع الدبلوماسي ينقلب على دياب: أنتم تحاصرون ‏بلدكم وتجوعون شعبكم‎!‎ ‎

خارج العرض التشخيصي للواقع المأساوي في البنزين والكهرباء والدواء، فإن أبرز ما جاء ‏في خطاب “الاستغاثة” الذي أسمعه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ليس ‏إدانة عجزه، وعجز الطبقة السياسية بكاملها، وحسب، إنما يتركز على‎:‎

‎1- ‎انتقاد ترك العالم لبنان لقدره الكارثي، والسير المحتم إلى الانهيار او “الكارثة الكبرى” ‏التي لن تسلم لا الجغرافيا البعيدة ولا القريبة من آثامها، ووصف مثل هذا الأمر بالعقاب ‏الجمعي.. “فالعالم لا يستطيع ان يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره لأن الاستمرار في هذه ‏السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة، ويسود التشدد ‏في العصبيات‎”.‎

‎2- ‎انتقاد ربط المساعدات بتشكيل الحكومة، فهو “يشكل خطراً على حياة اللبنانيين، وعلى ‏الكيان اللبناني‎”.‎

‎3- ‎السبب هو ان “الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على ‏الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبلة”ز

‎4- ‎مضي دياب إلى توقع، إذا استمر الحصار ومعاقبة اللبنانيين “بتغيير في التوجهات ‏التاريخية للبنان‎”.‎

‎5- ‎وتحت عنوان “انقذوا لبنان قبل فوات الأوان”، ناشد الملوك والأمراء والرؤساء في الدول ‏الشقيقة والصديقة، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى “المساعدة في إنقاذ اللبنانيين ‏من الموت ومنع زوال لبنان‎”.‎

‎6- ‎وحملت كل هذه المطالعات والاستنتاجات، مؤشرات على تبرئة “الطبقة الفاسدة” من ‏المسؤولية، والتهرب من تهمة التقاعس عن مواجهة المخاطر المحدقة، لأن الحكومة التي ‏يرأسها نجحت في “تأجيل الانفجار وليس منعه‎”.‎

وذهب دياب إلى ابعد من ذلك إلى تبرير العجز عن التفاوض مع صندوق النقد الدولي ‏بذريعة أن ذلك “يرتب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها‎”.‎

لذا، لا بد من تشكيل حكومة “كنقطة انطلاق نحو طريق الانقاذ‎”.‎

الاعتراضات

بدأ العرق يتصبب من المشاركين في اللقاء، وكانت الاعتراضات والتململ بادية على ‏الجميع‎.‎

واعترضت السفيرة الفرنسية آن غريو على تهمة الرئيس دياب للعالم بمحاصرة لبنان، ‏فقالت: العالم لم يحاصر لبنان، بل هب لمساعدته ومساندته بسخاء، ولا يزال، فيما أنتم ‏بعنادكم وجشعكم وأنانيتكم الصغيرة وامتناعكم عن تشكيل حكومة تحاصرون وطنكم ‏وتجوعون شعبكم‎.‎

وقالت غريو: لم نكن ننتظر هذا الاجتماع الذي تأخر لاطلاق صرخة انذار لنا نحن الحاضرين ‏هنا، فالانهيار هو نتيجة لسوء الادارة المتعمد، وليس نتيجة الحصار الخارجي، هو نتيجة ‏مسؤولياتكم منذ سنوات، مسؤوليات الطبقة السياسية، هذه هي الحقيقة، ووصفت ‏الاجتماع بالمحزن‎.‎

وحسب المعلومات، قدم السفير الكويتي مداخلة ايضاً اكد فيها ان الكويت والعرب لم ‏يتركوا لبنان، لكن المسؤوليات هي لبنانية. وتحدث ايضاً سفير الاتحاد الأوروبي مشيراً إلى ‏خطة اوروبية متكاملة لدعم لبنان لكن شرط تطبيق الاصلاحات‎.‎

ضاق الرئيس دياب وفريقه ذرعا من مطالعة الرد الفرنسي، فكانت الخطوة التي زادت ‏الطين بلة الاسراع إلى قطع البث المباشر لكلمة السفيرة الفرنسية، لحجب قوة خطاب ‏التأنيب له، ولكل الطبقة السياسية‎.‎

وشارك في الاجتماع الذي عقد في السراي ظهر أمس عدد السفراء وممثلي البعثات ‏الديبلوماسية والمنظمات الدولية في لبنان ضم، السفير الكويتي عبد العال القناعي، ‏السفير العماني بدري بن محمد بن بندر المنذري، السفير القطري محمد حسن الجابر، السفير ‏المصري ياسر محمد علوي يرافقه المستشارة شيرين الشهاوي، القائم بالأعمال في السفارة ‏العراقية أحمد جمال كنهش، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد ‏الرحمن الصلح، سفير الإتحاد الأوروبي رالف طراف، السفير الياباني تاكيشي أوكوبو ‏والسكرتيرة الأولى في السفارة ماكي ياماغوشي، السفيرة الإيطالية نيكوليتا بومباردييري ‏والسكرتير الأول في السفارة إيمانوييل دب أندرسي، السفيرة الأميركية دوروثي شيا، ‏السفيرة الكندية شانتال شاستناي، السفيرة الفرنسية آن غرييو، السفير الروسي ألكسندر ‏روداكوف، السفير النرويجي مارتن إيترفيك، السفير التركي علي باريش أولوزوي، السفير ‏الصيني وانغ كيجيان، السفير البريطاني مارتن لونغدن، القائم بأعمال السفارة الألمانية ‏مايكل روس، نائبة رئيسة البعثة السويسرية ماغا مختار، السكرتير الأول في السفارة ‏الدنماركية توماس إيليرتزن، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، ممثلة ‏البنك الدولي في لبنان منى كوزي والخبير وسام حركة‎.‎

وحضر اللقاء الوزراء زينة عكر، غازي وزني، راوول نعمه، رمزي المشرفية، ومستشاري رئيس ‏الحكومة خضر طالب والسفير جبران صوفان‎.‎

ومع ذلك يصل اليوم السفير الفرنسي المكلف بتنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار ‏دوكان إلى بيروت على رأس وفد اقتصادي فرنسي، وعلى جدول أعماله لقاءات مع عدد ‏من المسؤولين‎.‎

وفي غمرة النقاش الدائر حول من يتحمل مسؤولية الانهيار، وفي الوقت الذي يهم فيه ‏الرئيس المكلف سعد الحريري حسم خياراته، رمى التيار الوطني الحر بكرة النار مجدداً إلى ‏الحريري، من زاوية دعوته إلى الإسراع بتأليف الحكومة، والغمز من قناة الاستعداد لتقديم ‏الدعم لها، حتى تتهرب الفئة الحاكمة (الأكثرية النيابية وحكومة تصريف الاعمال) من مخاطر ‏الانهيار الذي حذر منه دياب‎.‎

وحسب مصادر متابعة في موقف باسيل وتياره لجهة التمسك بشروط التأليف، ووضع ‏جدول أعمال للحكومة قبل تأليفها، فضلاً عن دعم رفع الحصانة عن الشخصيات النيابية ‏والأمنية التي طالها قرار المحقق العدلي القاضي طارق البيطار للمثول امامه بعد رفع ‏الحصانات عنها، نيابياً وحقوقياً وادارياً‎.‎

ويبلغ الرئيس الحريري كتلة المستقبل قراره اليوم، وسط أجواء غير مريحة، من دون ‏الذهاب إلى خطوة تُعزّز وضعية فريق العهد.. ومع استمرار التكتم المطبق يخيم على ‏تفاصيل اللقاء الذي جمع بين الرئيس بري والحريري ولم ترشح اي معلومات تؤكد أو تنفي ‏حصول هذا اللقاء، في حين كشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان، مساعي ‏التشكيل تبدو متوقفة وليس ما يبشر بتحقيق اي اختراق متوقع بهذا الخصوص، لاسيما مع ‏إعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله عن افكار جديدة لحل أزمة تشكيل الحكومة ‏الجديدة‎.‎

وفي غمرة هذه الحركة الجديدة، علمت “اللواء” أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس ‏الراعي يزور رئيس الجمهورية في اليومين المقبلين بعيد عودته من الفاتيكان حيث شارك ‏في يوم الصلاة والتأمل من أجل لبنان‎.‎

ويُرتقب ان تكون للرئيس المكلف اجتماعات مفترضة للحريري بنواب كتلة المستقبل ‏وبرؤساء الحكومات السابقين، وبلقاء آخر مع الرئيس نبيه بري، ليحدد طبيعة خطوته المقبلة ‏سواء حمل تركسيةحكومية جديدة الى رئيس الجمهورية ميشال عون او الاعتذار عن مهمة ‏التكليف والاتفاق على البديل‎.‎

في هذا الوقت، إستأنف السفير المصري في ‏لبنان ياسر علوي حركته فزار الرئيس الحريري ‏في حضور المستشار باسم الشاب، وعرض معه آخر التطورات والمستجدات ‏السياسية في ‏لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ‏

الوزير القطري

وفي اول لقاء له، زار وزير الخارجية القطرية رئيس الجمهورية ميشال عون رافقه سفير ‏قطر في بيروت محمد حسن الجابر، وغادر من دون الادلاء بأي موقف، متوجهاً الى عين التينة ‏حيث استقبله الرئيس نبيه بري.ثم التقى الرئيس الحريري بعيداً عن الاعلام، كما التقى قائد ‏الجيش العماد جوزاف عون، وأكّد له استعداد قطر لدعم الجيش‎.‎

وذكرت مصادر تابعت الزيارة ان الوزير القطري استمع من الرؤساء الى العراقيل التي ‏تؤخر تشكيل الحكومة، وابدى استعداد قطر للمساعدة في ايجاد الحل وسأل عما يمكن ان ‏تقدمه قطر سواء المخارج الممكنة لتشكيل الحكومة او في اوجه الدعم الاخرى، لكنه لم ‏يدخل في تفاصيل المساعدات التي يمكن تقدمها بلاده، لكنه لم يحمل مبادرة او افكاراً ‏محددة‎.‎

وحسب المعلومات الرسمية من قصر بعبدا، ابلغ عون الوزير القطري “ترحيب لبنان بالدعم ‏الدائم الذي تقدمه قطر في المجالات كافة، شاكرا ما يبديه امير قطر الشيخ تميم بن حمد ‏آل ثاني من اهتمام للمساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وتداعياتها ‏على مختلف الصعد‎”.‎

وأشارت مصادر سياسية لـ”اللواء” إلى أن وزير خارجية قطر لم يحمل معه أي مبادرة ‏محددة انما أكد لرئيس الجمهورية وقوف بلاده إلى جانب لبنان في كل المجالات وأهمية ‏المحافظة على أستقراره، مبديا جهوزية قطر لأي مساعدة تطلب منها لحل الأزمات ‏الموجودة فيه‎.‎

وأوضحت المصادر أن الوزير القطري شدد على أن ما يهم قطر هو رؤية لبنان وشعبه ‏يشعرون بالراحة معربا عن قلقه للأوضاع التي يشهدها لبنان. وكشفت أنه نقل استعدادا ‏طيبا للمساهمة في أي مساعدة تطلب من بلاده وفي أي مجال وكرر ذلك أكثر من مرة ‏خلال اللقاء‎.‎

ولفتت إلى أن رئيس الجمهورية نقل إلى الوزير القطري ترحيبه بمساعدة قطر ووقوفها ‏إلى جانب لبنان واللبنانيين لتجاوز الظروف التي يمرون بها والتي ترجمت في محطات عدة ‏على مر السنوات‎.‎

وفهم أن الرئيس عون شرح لضيفه المعطيات المتصلة بالأزمة الراهنة وتأخير تأليف ‏الحكومة‎.‎

لكن مصادر أخرى، لم تستبعد ان يكون الوزير القطري يقوم بمهمة حميدة تتصل بتأليف ‏الحكومة مبدياً الاستعداد لأي مساعدة في هذا المجال‎.‎

وصفت مصادر ديبلوماسية زيارة وزير الخارجية القطري إلى لبنان بالمهمة في هذا ‏الظرف الصعب والدقيق ألذي يمر به حاليا، واشارت الى انه لم يحمل خطة مفصلة ‏لمساعدة لبنان ولكنه ابدى نوايا جدية ورغبة لمد يد المساعدة في النواحي والقطاعات التي ‏يحتاجها الشعب اللبناني. واذ شددت المصادر على ان الوزير القطري استفسر بدقة عن ‏مكامن الازمة التي تعصف بلبنان وما يمكن ان تقدمه بلاده للمساعدة ولاسيما في حل ‏ازمة تشكيل الحكومة الجديدة واعدا بنقل ماسمعه من المسؤولين إلى حكومة بلاده‎.‎

وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) فإن الوزير القطري أبلغ العماد عون ان بلاده ‏خصصت 70 طناً من المواد الغذائية للجيش اللبناني شهرياً، لمدة سنة‎.‎

وشدّد على دعم قطر للبنان وجيشه، مشيداً بدور الجيش اللبناني خلال أزمة انفجار مرفأ ‏بيروت‎.‎

جنبلاط للتأميم

وفي وقت تجمع عدد من المحتجين صباحا على اوتوستراد الرئيس اميل لحود باتجاه الصياد ‏قرب وزارة الطاقة، احتجاجاً على التقنين الكهربائي القاسي، بقيت الطوابير امام المحروقات ‏طويلة ولم تخل من الاشكالات بين المواطنين، وبين عناصر امن الدولة ايضا وهذا ما حصل ‏على محطة في فرن الشباك. في المقابل، أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط ‏جورج فياض ان مصرف لبنان خرق جدار الأزمة، بفتح اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين ‏راسيتين في عرض البحر، وستفرَّغ حمولتهما خلال يومين “الأمر الذي يحلّ الأزمة لمدة ‏أقصاها 25 يوماً” على حدّ ما‎.‎

وفي السياق، غرّد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر حسابه على ‏‏”تويتر”: “في انتظار تشكيل الوزارة وحل معجزة من سيعين الوزيرين والامر قد يطول، ‏لماذا لا نعتمد في موضوع الكهرباء الحل الذي اعتمدته زحلة بعيداً عن أخطبوط وزارة ‏الموارد. أما قطاع النفط الذي يعاني من نفس المرض فإنني ادعو الى تأميمه من قبل ‏الدولة ومحاسبة وتغريم اصحاب الشركات اياً كانوا‎”.‎

اجتماع رفع الحصانة

قضائيا، دعا الرئيس بري إلى جلسة مشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة ‏والعدل يوم الجمعة المقبل لدرس طلب رفع الحصانة في ملف تفجير المرفأ. كما وقّع ‏مشاريع القوانين التي أقرها مجلس النواب في مقدّمها قانونا الشراء العام والبطاقة ‏التمويلية على أن يحيل مشاريع القوانين إلى ‏السلطة التنفيذية‎

.‎

‎545065 ‎إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 294 إصابة جديدة ‏بفايروس كورونا، مع تسجيل حالتي وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي ‏إلى 545065 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020‏‎.‎

اللواء

Leave A Reply