الجمعة, نوفمبر 22
Banner

عون ودياب يستغيثان بالخارج قبل ايام من الانفجار… و”اسرائيل” ‏تشمت بحالنا!

قالها رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب يوم أمس بالفم الملآن: “لبنان على مسافة أيام قليلة من ‏الانفجار الاجتماعي”.. لم يعد اصلا احد من المسؤولين قادرا على مواصلة سياسة النعامة فباتوا يتسابقون ‏للخروج عبر الاعلام وفي بيانات مطولة لرفع مسؤولية الوصول الى جهنم عنهم والقاء المسؤوليات على ‏اخصامهم السياسيين. دياب ارتأى جمع عدد من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية ‏لابلاغهم باقتراب لبنان من “الكارثة الكبرى” وتحذيرهم من مخاطر ذلك على استقرار المنطقة، فيما ‏ارتأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر ‏الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حثه على القيام بخطوات للمساعدة على حل أزمات لبنان الراهنة. كل ‏ذلك في وقت بلغت حدة الكوارث التي يرزح تحتها البلد مستويات غير مسبوقة. فأعلن رئيس نقابة ‏مستوردي الأدوية كريم جبارة عبر “الديار” الوصول الى الخطوط الحمر بأزمة الدواء مؤكدا “ان لا ‏مخزون لمئات الادوية”، فيما تواصلت ازمة البنزين والكهرباء من دون أفق للحل… اما الخطر الاكبر ‏فعودة عداد “كورونا” لتسجيل ارقام مرتفعة للاصابات في ظل توقعات طبية بأن يتواصل هذا الارتفاع ‏خاصة بعد وصول متحور “دلتا” الذي تأكد انه يستهدف حتى متلقي اللقاح. كل ذلك في وقت تحذر ‏المستشفيات من توقفها عن العمل لافتقارها الى مادة المازوت وفقدانها الكثير من المستلزمات الطبية، ما ‏يؤكد اننا بتنا على عتبة جهنم وان الآتي أعظم!‏

وكي يكتمل المشهد السريالي، وفي موقف أقرب الى الشماتة بحال لبنان، نقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي ‏بيني غانتس قوله “وضع لبنان صعب مع مواصلة “حزب الله” تعميق استثمارات إيران ومستعدّون ‏للمساعدة لعودة لبنان الى الازدهار من جديد. واضاف ” ناقشنا مع اليونفيل اقتراح نقل مساعدات إنسانية ‏إلى لبنان”.‏

3 سيناريوهات للحسم الحكومي!‏

في هذا الوقت، تحرك الملف الحكومي على وقع اعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان “الايام ‏المقبلة حاسمة”. وقالت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان هناك 3 سيناريوهات للحسم الحكومي ‏المرتقب وان يوم السبت المقبل سيكون مفصليا في هذا الملف. السيناريو الاول يقول بتقديم الحريري ‏تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية تراعي قسما كبيرا من شروط ومطالب “الثنائي” عون- باسيل، ‏ما يؤدي تلقائيا الى توقيع الرئيس على مراسم التشكيل وانجاز العملية التي طال انتظارها. وتشير ‏المصادر في حديث ل “الديار” الى ان هذا السيناريو يدفع باتجاهه القطريون وتأتي زيارة وزير الخارجية ‏القطري لحث الحريري على تجاوز الفيتو السعودي المفروض عليه ولا مبالاة الرياض بما آلت وستؤول ‏اليه الاوضاع اللبنانية ويتقاطع الموقف القطري مع موقف اماراتي مشابه. اما السيناريو الثاني فيقول ‏بتقديم الحريري تشكيلة جديدة تشبه تلك التي وضعها عون في الادراج فيرفضها الاخير على ان يقوم ‏الرئيس المكلف على الاثر بتقديم اعتذاره لخوض مواجهة مفتوحة مع العهد قبل الانتخابات المقبلة. اما ‏السيناريو الثالث فيتحدث عن اعتذار الحريري بعد الاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة من خلال تسميته ‏شخصية تخلفه وتدير الانهيار والاستحقاق النيابي المقبل. وتضيف المصادر: “الكرة اليوم حصرا في ‏ملعب الحريري الذي بدأ سلسلة مشاورات ونقاشات مع كتلته ورؤساء الحكومات السابقين على ان ‏يستكملها بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيتخذ معه القرار النهائي” .‏

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصل بعد ظهر ‏يوم أمس وباشر لقاءاته الرسمية بلقاء الرئيس عون الذي ابلغه بترحيب لبنان بالدعم الدائم الذي تقدمه قطر ‏في المجالات كافة، شاكراً ما يبديه سمو امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من اهتمام للمساعدة على ‏تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وتداعياتها على مختلف الصعد. وشرح عون للوزير القطري ‏المعطيات التي أدت الى تفاقم الازمة اللبنانية وتأخير تشكيل الحكومة، وقال ان قطر وقفت دائماً الى جانب ‏لبنان، واي خطوة يمكن ان تقوم بها للمساعدة على حل ازماته الراهنة، هي موضع ترحيب وتقدير من ‏اللبنانيين.‏

من جهته نقل الوزير القطري الى رئيس الجمهورية تحيات سمو امير دولة قطر، واستعداد بلاده للمساعدة ‏على حل الازمات التي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد، مجدداً التأكيد على وقوف بلاده الى جانب ‏الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمرّ بها.‏

دياب يحذر الخارج: الكارثة ستصيبكم!‏

وفي محاولة جديدة لرمي المسؤوليات عن كتفيه، جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يوم ‏امس عددا من السفراء والدبلوماسيين قال لهم خلاله ان “لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود ‏المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية ‏والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على ‏الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف. واضاف: “الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون ‏على شفير الكارثة”. وتابع : لكن، أؤكد لكم أن الخطر الذي يهدد اللبنانيين لن يقتصر عليهم. عندما يحصل ‏الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر. ‏لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان. إن الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في ‏المنطقة. ومع وجود نحو مليون ونصف المليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، ‏سيكون من الصعب التكهّن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان. إن هذه الوقائع تدفعنا الى التأكيد أن العالم لا ‏يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى ‏انعكاسات خطرة فتخرج الأمور عن السيطرة بحيث يسود التشدّد في العصبيات. واعتبر دياب ان “ربط ‏مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي ‏تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر في الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد ‏حياته ومستقبله كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم، وما نشاهده من هجرة هو دليل على أن اللبنانيين ‏قد بلغ اليأس منهم فقرروا مغادرة الوطن لافتا الى ان “الاستمرار في حصار ومعاقبة اللبنانيين، سيدفع ‏حكماً الى تغيير في التوجهات التاريخية لهذا البلد، وسيكتسب هذا التغيير مشروعية وطنية تتجاوز أي بعد ‏سياسي، لأن لقمة العيش وحبة الدواء ومقومات الحياة لا تعرف هوية جغرافية أو سياسية، ولا تقيم وزناً ‏للمحاور الغربية والشرقية والشمالية، الأهم بالنسبة للبنانيين أن ينكسر هذا الطوق الذي بدأ يخنقهم ويقطع ‏الاوكسيجين عن وطنهم”.‏

واستدعت مواقف دياب هذه ردا سريعا وعالي السقف من السفيرة الفرنسية آن غريو قالت فيه ان هذا ‏الاجتماع يأتي متأخرا، وان الازمة اللبنانية هي نتاج سوء ادارة استمرت عقودا وليست نتاج حصار ‏خارجي، مذكرة بالدعم الذي تقدمه باريس وشركاؤها للبنان منذ شهور من دون ان تنتظر دعوة دياب ‏اياهم، لانقاذ لبنان.‏

الامن الصحي بخطر!‏

صحيا، تكدست الازمات الى حد باتت تهدد بانهيار القطاع الصحي دفعة واحدة. وفي آخر المعطيات ‏المقلقة، اعلان وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي امس تسجيل 294 إصابة جديدة بفيروس كورونا ‏وحالتي وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت مصادر طبية ان هذه الاعداد غير مطمئنة على ‏الاطلاق خاصة في ظل النقص الحاد بالادوية والمستلزمات الطبية.‏

ورفع رئيس نقابة مستوردي الأدوية كريم جبارةعبر “الديار” الصوت عاليا، فقال : “وصلنا الى مرحلة ‏الخطر الكبير والى الخطوط الحمر فلا مخزون لمئات الادوية. وشدد على ان “المشكلة بالاساس مادية ‏فعلى ما يبدو لا عملات اجنبية للاستيراد. واذا اردنا ان نواصل الاستيراد يجب ان ندفع التراكمات السابقة ‏وديوننا التي بلغت 600 مليون دولار والا لن تسمح لنا المصانع الخارجية باستيراد المزيد، على ان يلي ‏ذلك تخصيص مبلغ محدد للاستيراد المستقبلي تحت اشراف وزارة الصحة التي تحدد الاولويات”.‏

وبالتوازي، هدد تجمع اصحاب الصيدليات بالتصعيد وتحدث في بيان عن “سياسة التسويف ودفن الرأس ‏بالتراب التي تنتهجها وزارة الصحة والتهرب غير المبرر من اصدار اللوائح لتصنيف الادوية بين مدعوم ‏وغير مدعوم. وقال الصيادلة: “تبين من بيان حاكم المصرف أن المبلغ المخصص هو 400 مليون دولار، ‏وأن حصة دعم الأدوية لا تتجاوز 200 مليون دولار وهي مشمولة مع دعم الطحين والمستلزمات الطبية ‏وامور أخرى، وهي اقل بكثير من المبلغ الذي صرح عنه نقيب الصيادلة في احدى رسائله الى الصيادلة، ‏حيث تحدث عن مبلغ 50 مليون دولار شهريا للأدوية فقط أي ما يعادل 600 مليون دولار سنويا، الأمر ‏الذي يعني رفع الدعم بشكل شبه كامل عن معظم الأدوية باستثناء بعض الادوية المستعصية والمزمنة كما ‏أشار بيان مصرف لبنان. وتابع “وبعدما حدد نقيب الصيادلة يوم 7/7 للحصول على معلومات دقيقة عن ‏حجم الطلب الفعلي الشهري للأدوية وإصدار لوائح الدعم من قبل الوزارة بناءً على هذه المعلومات، ‏سيعتبر تجمع أصحاب الصيدليات هذا التاريخ المهلة الاخيرة المعطاة للوزارة قبل الاعلان عن تحرك ‏واسع يشمل الصيدليات كافة، التي أصبحت تكاليفها التشغيلية أكبر من قدرتها على الاستمرار والصمود، ‏بعد العجز عن تلبية الحد الادنى من متطلبات وحاجات المرضى للأدوية الضرورية، مما يشكل خطرا غير ‏مسبوق على الأمن الصحي للمواطن”.‏

في هذا الوقت، أفادت مصادر صحفية بأن “وزارة الصحة بصدد إصدار قرار لفتح باب الاستيراد للأدوية ‏من مصادر مختلفة بشكل طارىء تراعي مبدأي الجودة والأسعار التنافسية، والتي تساعد في حل أزمة ‏الدواء”.‏

كما أشارت المعلومات الى ان “الوزارة تنتظر الفواتير المدعومة من مصرف لبنان لإمكانية تتبعها وإلزام ‏الشركات بصرفها بعدما تم ترتيب الأولوية في المصرف وفق أهمية الأدوية، وهذا الأمر يساعد أيضاً في ‏حل جزء من أزمة الدواء”.

خروقات بسيطة!‏

وفي محاولات للحد من وقع الازمات دون التطرق لاي معالجات جدية، افيد بأن مصرف لبنان فتح ‏اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين راسيتين في عرض البحر، على ان يتم تفريغ حمولتيهما خلال يومين ‏‏”الأمر الذي يحلّ الأزمة لمدة أقصاها 25 يوماً” على حدّ ما أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط ‏جورج فياض.‏

وفي السياق، غرد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”: “في انتظار ‏تشكيل الوزارة وحل معجزة من سيعين الوزيرين والامر قد يطول، لماذا لا نعتمد في موضوع الكهرباء ‏الحل الذي اعتمدته زحلة بعيداً عن أخطبوط وزارة الموارد. أما قطاع النفط الذي يعاني من المرض نفسه ‏فإنني ادعو الى تأميمه من قبل الدولة ومحاسبة وتغريم اصحاب الشركات اياً كانوا”.‏

هذا وعُقد امس ايضا اجتماع طارئ في مقر المديرية العامة للنفط جرى خلاله عرض حاجة المستشفيات ‏الخاصة والحكومية إلى مادة المازوت لزوم تشغيل مولداتها في ظل ساعات التغذية المحدودة بالتيار ‏الكهربائي. وقال نقيب المستشفيات سليمان هارون بعد الاجتماع: “أكدت المديرية العامة للنفط أولوية ‏قطاع الاستشفاء في خطة عمل المنشآت ضمن حصتها في السوق التي لا تتعدى الـ 35% وفي ظل ازمة ‏كبيرة في فتح الاعتمادات، وتم التوافق على آلية مستدامة بالتواصل بين نقابة المستشفيات ومنشأتي النفط ‏في طرابلس والزهراني عبر نقطتي اتصال لمتابعة الحاجات الأسبوعية، وقد تعهّدت بتقديم لوائح أسبوعية ‏بجدول الكميات وشركات التوزيع المعتمدة، ولمسنا وعداً جدياً بتأمين حاجات المستشفيات بدءاً من يوم ‏غد”.‏

الديار

Leave A Reply