السبت, نوفمبر 23
Banner

الإصابات تتضاعف و”الصحة” تخزّن فايزر لفرض استرازينيكا

في ظل تفشي متحور دلتا، وارتفاع عدد الإصابات اليومية بشكل كبير، فإن ما يصرح به المسؤولون حول المخاطر والتحديات التي يفرضها هذا المتحور، ودعوة المواطنين إلى أخذ اللقاح بأسرع وقت ممكن، يعاكس توجّه وزارة الصحة في عدم فتح التلقيح بفايزر للفئات العمرية بين 30 و49 عاماً. فالوزارة مستمرة في سياسة ممارسة الضغوط على هذه الفئة للقبول بلقاح أسترازينيكا، لأن هناك كميات كبيرة حجزها لبنان، تقدر بنحو مليون ونصف مليون جرعة. وقد حصل لبنان على أكثر من 400 ألف جرعة، ولا يوجد إقبال من المواطنين عليه. إذ ما زال عدد الجرعات المنفذة يقتصر على نحو 160 ألف جرعة، منذ أكثر من شهرين.

تعنت الوزارة

تدرك وزارة الصحة أن الفئة العمرية هذه هي الأكبر بين كل الفئات، والغالبية العظمى منها لا تريد إلا لقاح فايزر. لكن وعوضاً عن فتح مراكز التلقيح لها، تستمر في ممارسة دفن رأسها في الرمال. وبقاء الوضع على حاله، يعني عدم تلقيح الفئة الأكبر في المجتمع، إلا بعد نحو شهرين. وحينها ربما نصل إلى متحورات جديدة قد تستدعي لقاحات جديدة بدورها، وتصبح الجرعات المكدسة في برادات الوزارة غير صالحة للاستخدام.

وقد غرد رئيس اللجنة الوطنية للقاحات عبد الرحمن البزري قائلاً: “علينا القبول بواقع أن متحور دلتا أصبح جزءاً من الفيروسات التي تنتقل داخل المجتمع اللبناني. صحيح أن الاستيراد من الخارج عامل مهم، ولكن الانتصار عليه واحتوائه واجب الجميع داخلياً. وهذه دعوة لنا للإسراع في عمليات التلقيح وأتباع الاحتياطات والتعليمات الصحية”. فرد عليه مكتب متابعة دراسة الطب في الجامعة الأميركية في بيروت بالقول: “افتح التلقيح بفايزر لمن هم فوق الثلاثين عاماً ويصبح المواطنون أكثر إقبالاً على تلقي اللقاح”.

فهل تستفيق وزارة الصحة وتقلع عن تعنتها الحالي؟ أو هل تلجأ الوزارة إلى إقناع هذه الفئة العمرية بتلقي جرعة فايزر وجرعة أسترازينيكا، أي كحل وسط لتشجيع الممتنعين؟ فقد وردت مثل هذه النصائح للوزير حمد حسن وفريقه من جهات علمية، لكن لا إجابة بعد.

مؤشرات وبائية

في ظل تفشي متحور دلتا، وتوافد المسافرين، عاد عداد كورونا لتسجيل أرقام مرتفعة. وسجل لبنان يوم أمس وفاتين و401 إصابة جديدة، بينها 49 لوافدين من الخارج. ما يعني أن عدد الإصابات اليومية عاد ليتضاعف، بعد ارتفاع العدد في اليومين السابقين إلى الضعف، وما هي إلا أيام قليلة لنعود ونشهد عدد إصابات تفوق الألف.

وصحيح أن ارتفاع الإصابات يتزامن مع ارتفاع عدد الفحوص الذي وصل إلى 20140 فحصاً. لكن هذا الارتفاع بفحوص المطار، الذي يستقبل يومياً ما يزيد عن 13 ألف مسافر. بالتالي فإن ارتفاع الإصابات المحلية بهذا الشكل يؤشر إلى بدء التفشي المجتمعي، والذي يمكن قياسه أيضاً بمسار نسبة الفحوص الموجبة التراكمية التي واصلت ارتفاعها مسجلة 1.9 في المئة، وكذلك في ارتفاع نسبة الحدوث لكل 100 ألف شخص التي وصلت إلى 47، وفق التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة، اليوم الأربعاء في 7 تموز.

ووفق التقرير، لم يسجل القطاع الصحي أي إصابة، واستمر عدد المرضى الكلي في المستشفيات بالارتفاع، ووصل إلى 101، منها 46 في العناية المركزة، يحتاج 11 بينهم لتنفس اصطناعي. أما العدد التراكمي للإصابات الكلية في لبنان فبات 546366، والوفيات 7867، منذ تفجّر الأزمة في شباط العام 2020.

مناعة متدنية

على مستوى حملة التلقيح، نُفّذت يوم أمس نحو 28 ألف جرعة. فتلقى 14579 شخصاً الجرعة الأولى، و14044 الجرعة الثانية. وبات العدد التراكمي للملقحين بالجرعة الأولى نحو مليون و35 ألف شخص، بنسبة وصلت إلى 21.7 في المئة من السكان، و537 ألف شخص بالجرعة الثانية، جعلت نسبتهم 11.3 في المئة. ما يعني أن لبنان ما زال في عين العاصفة في ظل هذه النسبة المتدنية من المحصنين بشكل كامل.

 

المصدر : المدن

Leave A Reply