أطلق المركز التربوي للبحوث والإنماء، منصة رقمية تفاعلية خلال ندوة عبر تطبيق “تيمز” بعنوان “موردي”، في حضور وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال عماد حب الله، رئيس المركز جورج نهرا، العميدة البروفيسورة تيريز الهاشم طربيه، الدكتور ميلاد سعد، الدكتور حسام الخوري وأعضاء المركز.
وهنأ نهرا اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بعيد الأضحى، آملا أن “يتخطى لبنان التحديات التي يواجهها على الصعد كافة”، مشيرا الى أن “المركز أطلق هذه المنصة الرقمية التفاعلية الخاصة به كإستجابة للأزمة الناجمة عن جائحة كورونا، وتم تطويرها بحيث تواكب السياسة التي اعتمدها المركز التربوي بشأن التحول الرقمي، وباتت بذلك توفر فرصة مثالية للمعلمين والطلاب للاستفادة من جميع الموارد التي تم جمعها عبر الحملة الوطنية للموارد الوطنية التي منحها الشركاء التربويون، وتم تجميعها من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة الى تلك التي قام المركز بإنتاجها”.
وأوضح أن “منصة موردي هي نظام إدارة المحتوى، ومن إبتكار المركز ويتضمن هذا النظام هيكلية المناهج الحالية ويتمتع بمرونة عالية للتوافق مع أي تغيير أو تعديل”. مضيفا: “إن المنصة تتسم بسهولة ربطها العميق مع أي نظام إدارة تعلم تختاره وزارة التربية والتعليم العالي، وتمتاز بأنها تتلاءم مع جميع أنواع الشاشات من دون استثناء وتأخذ بالإعتبار عدم توافر ألواح ذكية في متناول المتعلمين” .
وتابع نهرا: “كما توفر للمستخدمين أربع خدمات أساسية، وهي: خدمة الربط العميق مع مطلق أي منتج يقدم خدمات تربوية وبخاصة مع المكتبات الرقمية التفاعلية المحلية والعالمية، وبذلك تصبح المنصة خزانا للموارد الرقمية التي يمكن للمركز تأمينها، بحيث يستفيد منها كل من المعلم والمتعلم على حد سواء، خدمة أداة التأليف التي تعتبر سهلة الإستخدام حيث تسمح للمتعلم والمعلم كما للمركز بإنتاج المحتوى الرقمي، خدمة الباحث الذكي، وتعتمد على الذكاء الإصطناعي أثناء البحث عن الموارد التعليمية، وأخيرا خدمة محتوى الجماهير وهي مساحة تشاركية تسمح للمتعلم والمتعلم التسجيل فيها.”
وأشار الى أن “المركز ينتقل وفي سياق عملية التطوير الداخلي الذي يقوم بها، تدريجيا من عمل النشاط الورقي الى زمن التحول الرقمي بحيث تصبح جميع الأعمال رقمية، مما يؤدي الى خفض في الفاتورة الإستهلاكية، والتخفيف عن كاهل الإقتصاد بالإضافة الى إعداد جيل من المعلمين الرقميين”، معتبرا أن “موردي هي منصة تحاكي الواقع اللبناني وتشجع على استخدام المنتج الرقمي اللبناني التربوي البحت، وتحفز الجميع على مشاركة الإنتاجات المميزة، بالإضافة الى إنتاج موارد رقمية تلبي حاجات التعلم عن بعد في الوضع الراهن وتعد العدة ليصبح المعلمون مستعدين للتحول الرقمي.”
بدوره، هنأ وزير الصناعة المسلمين بعيد الأضحى، والمركز التربوي على المبادرة التي قام بها، معتبرا أن “الإعلان عن أي منصة رقمية هو إضاءة شمعة في الظلام الحالك الذي يشهده لبنان”.
وأشار الى أن “كورونا دمرت اقتصاد العديد من البلدان وخلقت تحديات جديدة وأبعدت العالم عن طرق التعليم التقليدية التي اعتادوا عليها، ولكنها خلقت فرصا أمام الإبداع والإبتكارات ورقمنة التربية والتمكين التربوي من دون إغفال الخصوصية والقيم التربوية والشفافية”، لافتا الى أن “المركز التربوي خطا الخطوة الأولى ولو بالحد الإدنى من المعرفة الضرورية المشتركة دون قمع للبحث التشاركي والإطلاع والإبداع”، معتبرا أنها “أكبر من مبادرة، بل منصة جامعية بحثية إبداعية معرفية تراكمية ذكية وتخصصية، بالإضافة الى أنها سهلة ومرنة لإدارة المحتوى ويتم ربطها مع أي نظام تعليم تختاره وزارة التربية والتعليم العالي، وتفتح المجال لمستخدميها للوصول الى الموارد المحلية والعالمية وتمثل مرجعا علميا وفكريا محفزا للطلاب.”
وأضاف: “إن هذا الإنجاز يعتبر مؤشرا ايجابيا نحو التحول الرقمي، ويجعل المركز التربوي للبحوث والإنماء المؤسسة الرسمية الأولى التي تعتمد التحول الرقمي، ومن أوائل المراكز التي تعتمد الحوكمة الرقمية وتسليح الطلاب بالمعارف والكفاءات والمهارات واستثمار ذات عائد مرتفع، مما سيكون رافعا للقطاع الصناعي وغيره من القطاعات”.
واعتبر أن “هذه خطوة أولى في رحلة الألف ميل لوزارة التربية والتعليم العالي وللمركز التربوي للتربية أيضا في لبنان وخصوصا نحو التحول الرقمي والحوكة الرقمية، وهي خطوة تفتح الباب للتشارك المعرفي والإبداع والصناعة الرقمية الذكية،” مضيفا: “لا بد من العمل والتشارك في السعي مع مجلس النواب لمأسسة المنصة”.
وهنأ حب الله “المركز بإدارته وموظفيه ومستشاريه وكل من ساهم في إطلاق المنصة، ووزارة التربية على هذا الإنجاز الرقمي المعرفي”.