خاص ـ موقع صوت الفرح..
في لبنان كلما طرأت أزمة يطلّ تجار الأزمات برؤوسهم ويبدأون بمصّ دم الشعب المقهور الذي لا ينفك يخرج من أزمة أو بالأحرى “يعتاد على أزمة” إلا وتأتيه أزمة أخرى أدهى وأمرّ..
بعد السابع عشر من تشرين الأول 2019 بدأ مسلسل إنهيار الدولة وتفكك مؤسساتها، وبدأ الدولار مشوار صعوده نحو العلا دون رادع، وضربت الصدمة والذهول رؤوس اللبنانيين، فطمأننا الحاكم بأمره “رياض سلامة” أننا سنعتاد على نمط حياة جديد، نعم وبالفعل بدأ المواطن اللبناني يعتاد على عدم أكل اللحوم والأجبان والألبان والفاكهة والخضار والحبوب ووووو… واللائحة تطول، ورضي أن يكتفي بأكل “الهواء” المشبّع برائحة الذلّ في وقوفه بطوابير على محطات البنزين، فأصبح أقصى طموحه الحصول على تنكة بنزين تمكّنه من نقل أحد أفراد عائلته إلى أقرب مستشفى، وتجده وقد دخلت البهجة إلى قلبه عندما يجد دواء القلب في الصيدلية رقم “عشرين” التي وصل إليها بعد صرفه تنكة البنزين التي إغتنمها بماله.
ذلٌ وذلٌ وذلٌ وذلْ.. وهيهات منّا الذلّة.. إذلال متواصل وعلى مدار اليوم.. فعندما يخرج الرجل من بيته سائرًا نحو رزق حلال يستطيع به أن يدفع فاتورة إشتراك الكهرباء بدل أن يقيه جوع أطفاله، تودّعه زوجته بعبارة “أبعد الله عنك الذلّ” بدل عبارة “رافقتك السلامة”.
ومع كل هذا !! يأتيك “بعض” أصحاب المولدات الخاصة التي حلّت مكان كهرباء الدولة ليطبقوا الخناق على المواطن المذلول ويتحكموا بالعباد، فيطفئوا مولداتهم بحجة أن لا مازوت لديهم في حين أن البلديات تؤمّن لهم من منشآت الزهراني الحصّة المتوفرة وبالسعر الرسميّ ولو بربع الكميّة التي يحتاجونها عادة، فيبيعون مخزونهم في السوق السوداء ليحققوا أرباحًا طائلة لا توفرها لهم الإشتراكات..
يتمسكنون ويشكون همهم إلى المعنيين الذين يحاولون قصارى جهدهم لتأمين المازوت لهم، ويهددون بإطفاء مولداتهم وإغراق الناس بالعتمة في ورقة ضغط أو بالأحرى “إبتزاز”..
لهؤلاء “البعض” نقول أن صبر الناس نفد، إتقوا الله وليكن عندكم ذرّة ضمير رحمة بالعباد وقبل أن يفوت الأوان وعندها “لا ينفع الندم”.
فيما يأتي دور البلديات في مراقبة تسليم وإستلام المازوت للمولدات وإحتساب الكميّات وساعات التغذية، في إجراء بديهي لوقف أي محاولة تهريب في ليل حالك، وهكذا تكونون قد مارستم مهامكم بل واجبكم في حماية حقوق مواطنيكم.