الجمعة, نوفمبر 22
Banner

ميقاتي رئيساً للحكومة اللبنانية بـ72 صوتاً.. ولم يسمه أكبر ‏تكتلين مسيحيَين حاز دعم “رؤساء الحكومات السابقين” و”حزب الله” في الاستشارات النيابية

سمت أغلبية البرلمان اللبناني، أمس، بأكثرية 72 صوتاً، رئيس الحكومة الأسبق ‏نجيب ميقاتي، لتشكيل حكومة جديدة، حاز فيها على أغلبية أصوات النواب ‏المسلمين، بينما لم يسمه أكبر تكتلين للنواب المسيحيين في البرلمان، وهما ‏‏”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، لتنطلق بعدها رحلة تأليف الحكومة ‏التي تمنت الكتل النيابية ألا تتأخر ولا تتعرض للعرقلة، بهدف وضع البلاد على ‏مسار النهوض من أزماتها المعيشية والمالية والاقتصادية‎.

وشاركت أغلبية أعضاء البرلمان في الاستشارات النيابية الملزمة في القصر ‏الجمهوري أمس (الاثنين)، لتسمية رئيس جديد للحكومة يؤلفها، بعد نحو عام ‏على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، وتعثر تشكيل حكومتين برئاسة السفير ‏مصطفى أديب، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، إثر التباينات والخلافات ‏السياسية. واستهلها الرئيس عون بلقاء ميقاتي الذي اكتفى بالقول لدى مغادرته ‏‏”إن كتلة الوسط المستقل (التي يترأسها) ستعبر عن الموقف بعد لقائها الرئيس ‏عون‎”.

وانقسم النواب الـ116 الذين شاركوا في الاستشارات إلى 73 نائباً سموا ميقاتي، ‏فيما لم يسم 42 نائباً أي اسم، في مقدمهم نواب “التيار الوطني الحر” و”القوات ‏اللبنانية”، فيما حاز السفير نواف سلام على صوت واحد‎.

وحاز ميقاتي على دعم رؤساء الحكومات السابقين لتشكيل حكومة يتابع فيها ‏‏”المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط”، حسب ما قال الرئيس سعد ‏الحريري بعد تسمية ميقاتي، داعياً إلى “عدم التوقف أمام الصغائر فيما البلد ‏بحاجة لحكومة”، بينما تمنى رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام “أن نشهد مرحلة ‏يكون فيها مخرج للحالة الصعبة التي وصلنا إليها في البلد، خصوصاً على ‏القواعد الدستورية الصحيحة كي نتمكن من أن نشهد اليوم التكليف وفي أقرب ‏فرصة التأليف، وذلك للحد من الانهيار الذي وصلنا إليه وطبعاً في ظل المبادرة ‏الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري وتعاون الجميع”. وقال: “بعيداً عن العرقلة ‏أو أي تعطيل يمكن أن نتمنى للرئيس ميقاتي أن ينهض بحكومة من ‏الاختصاصيين بعيداً عن كل القوى السياسية لمعالجة وإيجاد الحلول الملحة ‏لأوضاعنا المالية الضاغطة التي تنعكس على كل شيء، والحياتية بأشكالها ‏المختلفة”. وقال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، أن الرصيد الشخصي ‏لميقاتي وتسمية الحريري له “أضافا عنصراً آخر جعل تسمية الرئيس ميقاتي ‏كممثل للمكون الذي ينتمي إليه أمراً أصولياً لاستكمال المظلة الوطنية التي تظلل ‏أي حكومة محتملة”. وأضاف: “توفرت عناصر تمثيل نجيب ميقاتي للمكون ‏الذي ينتمي إليه اليوم، فكانت تسميته‎”.

وقال النائب سمير الجسر بعد تسمية كتلة “المستقبل” لميقاتي، إن “تحمل ‏المسؤولية اليوم صعب جداً، لذلك قلنا: الله يعين البلد ويعين الرئيس ميقاتي‎”.

وكان لافتاً تسمية “كتلة الوفاء للمقاومة” (ممثلة “حزب الله” في البرلمان) ‏لميقاتي، رغم أن الكتلة لم تسم الحريري قبله. وقال رئيسها النائب محمد رعد، إنها ‏منذ استقالة حكومة دياب “ترى وجوب تشكيل حكومة في البلاد، لأنها المعبر ‏الإلزامي والمدخل الضروري لمعالجة الأزمات وتيسير أمور المواطنين وحفظ ‏الأمن والنظام العام”. وأضاف: “اليوم، مع ظهور مؤشرات تلمح إلى إمكانية ‏تشكيل حكومة، فإن من الطبيعي جداً أن تؤيد الكتلة وتشجع وتعزز هذه ‏الإمكانية”، مشيراً إلى أن تسمية ميقاتي “تعكس جدية التزامنا بأولوية تشكيل ‏حكومة، ولنتقصد أيضاً إعطاء جرعة إضافية لتسهيل مهمة التأليف‎”.‎

وسمت “كتلة التكتل الوطني”، ميقاتي، وقال النائب طوني فرنجيه، “إننا طلبنا ‏من الرئيس عون أن يسهل تشكيل الحكومة، لأن الناس تتمسك بأصغر خشبة ‏خلاص‎”.

كذلك، سمت “كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي”، ميقاتي، وأمل النائب تيمور ‏جنبلاط “أن تقدم كافة الأطراف السياسية التسهيلات اللازمة لكي يتم تشكيل ‏حكومة إنقاذ اقتصادي واجتماعي بأسرع وقت ممكن”. كما سمت “كتلة الوسط ‏المستقل”، ميقاتي، وصرح باسمها النائب نقولا نحاس، قائلاً “إننا دخلنا في ‏مرحلة الممكن التي نرى فيها الضوء، ويجب أن نتلاقى جميعنا من أجل المهمة ‏التي نأمل أن يتكلف بها، وندخل سريعاً في مرحلة الاستشارات مع الكتل، لنخرج ‏بأسس من شأنها أن تزخم ما نراه اليوم بالنسبة إلى الدولار وإلى أمل الناس كي ‏تستعيد بعضاً من الثقة‎”.

وفيما أعلنت “الكتلة القومية الاجتماعية” عن تسمية ميقاتي، انقسم نواب “اللقاء ‏التشاوري” بين نائبين سميا الرئيس ميقاتي، واثنين لم يسميا أحداً‎.

وفي الجولة الثانية من الاستشارات بعد الظهر، لم تسم كتلة “الجمهورية القوية” ‏التي تمثل نواب “القوات اللبنانية” في البرلمان أي أحد، وأرجع النائب جورج ‏عدوان ذلك إلى “أننا صادقون مع الناس ومع أنفسنا وبوجود هذه الأكثرية لا ‏يمكن فعل شيء‎”.

وأشار إلى “أننا كتكتل لن نغطي بأي شكل من الأشكال هذه المنظومة وسنسعى ‏لنريح الناس منها”. وتابع: “لن نكلف أحداً ولن نشترك بهذه الحكومة، وسنسعى ‏لتقريب مدة الانتخابات لتتمكن الناس من التخلص من هذه الأكثرية‎”.

النواب المستقلون، انقسموا بين من سمى ميقاتي، ومن أحجم عن التسمية، فقد ‏سمى النائب أدي دمرجيان، ميقاتي، كذلك النائب ميشال ضاهر والنائب جان ‏طالوزيان والنائب جهاد عبد الصمد، بينما لم يسم النواب أسامة سعد وجميل ‏السيد وشامل روكز أي شخصية، في حين سمى النائب فؤاد مخزومي السفير ‏نواف سلام‎.

وفي المقابل، سمت كتلة “التنمية والتحرير” التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه ‏بري، الرئيس ميقاتي. وقال النائب أنور الخليل باسم الكتلة، “لأن الوقت لم يعد ‏يحتمل التسويف سمينا ميقاتي طالبين له التوفيق بتشكيل سريع ومتمنين من ‏الرئيس عون أن يكون عوناً للرئيس المكلف‎”.

وعلى الضفة الأخرى، أعلن تكتل “لبنان القوي” المؤيد للرئيس عون إنه لم يسم ‏أحداً لتشكيل الحكومة إثر مشاركته في الاستشارات النيابية الملزمة في قصر ‏بعبدا. وقال رئيسه النائب جبران باسيل، “نظراً لعدم ترشح النائب فيصل ‏كرامي، كنا ننتظر أن تمضي بعض الكتل بتكليف نواف سلام لكن الأمر لم ‏يحصل، وفي ظل بقاء مرشح جدي وحيد هو رئيس الحكومة الأسبق نجيب ‏ميقاتي قررنا ألا نسمي أحداً، لأن لدينا تجربة سابقة غير مشجعة”، معلناً “أننا ‏سنكون داعمين للمهمة الإصلاحية المطلوبة من الحكومة في المرحلة المقبلة‎”.

أما كتلة “نواب الأرمن” فقررت عدم تسمية أي شخصية لرئاسة الحكومة‎.‎

الشرق الأوسط

Leave A Reply