قبل سنوات قليلة كان السواد الأعظم من البشر يجهلون كثيرا من تفاصيل مرض التهاب الكبد الوبائي، الذي يسلب أكثر من مليون شخص حياتهم سنويا.
لكن الآن، وبعد تدشين عشرات حملات التوعية التي انتهت بإعلان اليوم الدولي لالتهاب الكبد الوبائي، لا يوجد مبرر لأي شخص للوقوع في براثن الجهل بمسببات المرض القاتل الذي يصيب أكثر من 3 ملايين شخص حول العالم سنويا.
يُعد اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يوافق 28 يوليو/ تموز، فرصة لتعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد، وإذكاء الوعي بالحالة الصحية التي تسبب مرضا وخيما وتؤدي إلى الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية.
أيضا اليوم الدولي فرصة لتسليط الضوء على ضرورة تعظيم الاستجابة العالمية على النحو الذي جاء في التقرير العالمي لمنظمة الصحة العالمية بشأن التهاب الكبد لعام 2017.
موضوع الحدث العالمي 2021 هو “التهاب الكبد لا يقبل الانتظار”، ويعبر عن الضرورة الملحة لاتخاذ الجهود اللازمة للقضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030 بوصفه تهديدا للصحة العامة.
واختير يوم 28 يوليو/ تموز للتوعية بالمرض الخطير لكونه يوافق ذكرى ميلاد العالم الدكتور باروك بولمبرج الحائز على جائزة نوبل، الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف فيروس التهاب الكبد B واستحداث اختبار لتشخيصه ولقاح مضاد له.
حقائق عن التهاب الكبد الوبائي
هناك شخص يتوفى كل 30 ثانية بسبب مرض متعلق بالتهاب الكبد، حتى في ظل أزمة “كوفيد-19” الحالية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لذا فمن غير المقبول أن نتأخر عن مواجهة التهاب الكبد الفيروسي، حسب تأكيدها.
وقالت المنظمة العالمية، في بيانها الرسمي بهذه المناسبة، إن “انخفاض مستوى التغطية باختبار التشخيص والعلاج يمثل أهم الثغرات التي ينبغي أن تُسد من أجل تحقيق أهداف التخلص من المرض في العالم بحلول عام 2030”.
وهناك 5 أصناف من فيروس التهاب الكبد هي: A وB وC و D وE، ويعد النوعان B وC الأكثر شيوعا ويتسببان معا في 1.1 مليون وفاة و3 ملايين إصابة جديدة كل عام.
التهاب الكبد A يمكن أن يسبب مرضاً تتراوح شدته بين الخفيف والخطير، وتنتقل العدوى بالفيروس عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوّثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى.
ومن الضروري معرفة أن معظم المصابين بالتهاب الكبد A يتعافون تماما، بل ويكتسبون مناعة ضده طوال العمر، أيضا يتوافر لقاح مأمون وناجع للوقاية من هذا النوع من التهابات الكبد.
أما التهاب الكبد B فهو عدوى فيروسية تصيب الكبد ويمكن أن تسبب أمراضاً حادة ومزمنة على حد سواء.
تنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل أثناء الولادة والوضع، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى.
التهاب الكبد C يسببه فيروس منقول بالدم، وتتراوح شدّته بين المرض الخفيف الذي يدوم أسابيع قليلة والمرض الخطير الذي يستمر طوال العمر.
يعد هذا النوع من التهابات الكبد سببا رئيسيا للإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد، وتشير التقديرات إلى إصابة 58 مليون شخص بهذا المرض على مستوى العالم.
بإمكان الأدوية المضادة للفيروسات أن تشفي أكثر من 95% من الأشخاص المصابين بالعدوى بالتهاب الكبد C، لكن لا يوجد لقاح ناجع ضد هذا المرض غير أن البحوث متواصلة في هذا المجال.
تعتبر العدوى المشتركة بالتهاب الكبد D وB أشد أشكال التهاب الكبد الفيروسي المزمن وطأة، نتيجةً تطور المرض سريعاً نحو الوفاة الناجمة عن تعطل الكبد وتسرطن الخلايا الكبدية.
تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد E عن طريق البراز والفم، لا سيما عن طريق المياه الملوّثة، ورغم أن هذا المرض منتشر في أنحاء العالم كافة، لكنه يسجل أعلى معدلاته في شرق آسيا وجنوبها.
أرقام مهمة حول مرض التهاب الكبد
أعلنت منظمة الصحة عددا من الأرقام المهمة في إطار توعيتها بمشاكل أمراض الكبد وما يترتب على سرعة تشخيص المرض وعلاجه، من بينها:
– هناك نحو 1.1 مليون وفاة سنويا بسبب عدوى التهاب الكبد “B” و”C”.
– التهاب الكبد C مرض قابل للشفاء، وهناك نحو 9.4 مليون شخص يتلقون العلاج من الفيروس المعدي حاليا.
– %42 من الأطفال في العالم يحصلون عند الولادة على جرعة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد “B”.
– %10 من المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد “B” تشخص حالتهم، و22% من هؤلاء يتلقون العلاج.
– التهاب الكبد A سبب نحو 7134 حالة وفاة في عام 2016، أي يمثل 0.5% من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي.
– أصيب نحو 296 مليون شخص بالعدوى بالتهاب الكبد B المزمن، وفق تقديرات المنظمة في عام 2019.
– أصاب التهاب الكبد B المزمن نحو 1.5 مليون شخص وقضى على 820 ألفا في عام 2019، ومعظم الحالات نجمت عن تليف الكبد وتسرطن الخلايا الكبدية.
– وفقاً لأحدث تقديرات المنظمة، انخفضت نسبة الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B المزمن إلى أقل بقليل من 1% في عام 2019 بعد أن كانت تناهز نسبتهم 5% قبل الألفية الحالية.
– أصاب التهاب الكبد C نحو 1.5 مليون شخص وقضى على 290 ألفا في عام 2019، ومعظم الوفيات نجمت عن تليف الكبد وتسرطن الخلايا الكبدية.
– سبب التهاب الكبد E نحو 44000 حالة وفاة في عام 2015، أي 3.3% من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي.