بالاستناد الى مناخات التفاؤل التي يحرص الطرفان المعنيان على ضخها في سوق التأليف الحكومي، سيصبح الرئيس المُكلَف مؤلِفاً قريباً، وربما في اقصى سرعة. مناخات التشنج والتوتر التي طبعت لقاءات سلفه الرئيس سعد الحريري تبددت بالكامل وطغت مكانها الايجابيات وقبول الاقتراحات، ووجه الحريري المتجهّم في اعقاب زياراته التسع عشرة تقابله اليوم ابتسامة الميقاتي العريضة ولكنّ… العبرة تبقى فقط في التأليف ولحظة صدور مراسيمه عن قصر بعبدا حينما “يصبح الفول بالمكيول”.
وعلى امل الا تتلاشى سكرة التكليف السريع لمصلحة تفاصيل التأليف بشياطينها اللبنانية المعهودة، في ظل معطيات اولية تميل الى القول ان العقد القديمة لا تزال على حالها، محليا وخارجياً، عكست سرعة حركة الرئيس نجيب ميقاتي في اتجاه بعبدا اصرارا على الانتقال الى مرحلة التأليف والبحث الجدي في الصيغة المقترحة، وقد تردد انها من 24 وزيرا من اختصاصيين غير حزبيين مستقلين وان العقدة الاساسية تكمن في وزارتي الداخلية والعدل، ولكن العمل يجري على تذليلها، وان ثمة مطالبة من عدد من الافرقاء بوزارة الداخلية فيما هناك اصرار من نادي رؤساء الحكومات السابقين (الذين سيلتقون ميقاتي عند الخامسة والنصف) بأن تبقى من حصة الرئيس المكلف.
ميقاتي في القصر
في لقاء هو الثاني بينهما في يومين لاستكمال البحث في تشكيل الحكومة، زار الرئيس المكلف الرئيس ميشال عون بعد الظهر وقال بعد لقاء دام نصف ساعة تقريبا: نسعى والرئيس عون إلى تشكيل حكومة باقصى سرعة وقدمت اقتراحاتي ومعظمها لاقى قبولاً من الرئيس عون وآخذ بكل ملاحظاته وان شاء الله نصل إلى حكومة قريباً. ويُقال: “إسعَ يا عبدي لأسعى معك، وانشالله يكون في حكومة قريبًا”.
موقف المملكة
الى ذلك وفي تطور لافت، علم ان السفير السعودي وليد بخاري غادر بيروت بشكل عاجل إلى الرياض للتشاور. وفي حين اعتبرت مصادر مطلعة ان الموقف السعودي من حكومة لبنان ينتظر اداءها في ما خص حزب الله وسلاحه وكيفية تعاطيها معه.
الاولوية للتأليف
ورأى عضو كتلة الوسط المستقل التي يرأسها ميقاتي، النائب نقولا نحاس أن “لا خيارات اليوم سوى الإسراع بتأليف الحكومة وهو ما توحي به المؤشرات الأولى للمشاورات وتحمل إيجابيات، لكن الشياطين تكمن في التفاصيل”، مشيرا الى أن “المطلوب من الحكومة المقبلة أن توقف التدحرج والانهيار الحاصل، وتؤمن معطيات إيجابية يبنى عليها مع الخارج في ظل الالتزامات والضمانات الدولية لإنقاذ لبنان”.
القائد في مصر
من جهة اخرى، وفي سياق الاحتضان الخارجي للجيش، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائد الجيش العماد جوزيف عون، ونوّه بدور الجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة، وأثنى على الجهود التي يبذلها في سبيل توفير الأمن والاستقرار للبنان. بدوره شكر العماد عون الرئيس السيسي على دعم مصر المستمر للبنان وللجيش اللبناني… وزار قائد الجيش ايضا القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والانتاج الحربي الفريق اول محمد زك، ثم رئيس اركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد.
الحريري نادم
وفي السياق، قال الرئيس الحريري “إنني نادم على التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية”. ولفت عبر “سكاي نيوز” الى أن “من مصلحة لبنان أن ينجح الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في مهمته”، مؤكدا “اننا ندعمه بقوة.” واشار من جهة أخرى، الى “أننا ضد تغيير اتفاق الطائف لكن مواقف بعض الأحزاب تسعى لتثبيت الفراغ”.
الشرق