تختلف منصة يوتيوب عن نتفليكس كثيرًا، حيث إن يوتيوب متاحه مجانًا للجميع، وعادةً لا تضم أعمال فنية بل تضم محتوى تم إنشاؤه من طرف صناع المحتوى أنفسهم بشكل مستقل غالبًا.
وبالرغم من أن نتفليكس تعتمد في ربحها على توفير اشتراكات مدفوعة بأسعار مرتفعة نسبيًا، إلا أن يوتيوب قد تمكنت من تحقيق إيرادات مقاربة لها، وهو ما جعل يوتيوب منافس قوي جدًا في حروب البث.
ويُقصد بحروب البث المنافسة التي تتم بين الشركات التي تقدم خدمات بث المحتوى. وشركة نتفليكس هي الأشهر في هذا الصدد، وتنافسها كلًا من ديزني بلس، HBO، برايم فيديو، وكثيرين.
يوتيوب منافس شرس في حروب البث
كشفت شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل ويوتيوب، عن إيراداتها السنوية. وكما يمكن لأي شخص أن يتوقع فإن العملاقة الأمريكية قد حققت إيرادات ضخمة.
وكانت منصة يوتيوب واحدة من أقوى البنود ربحية ضمن تقريرها، إذ حققت لوحدها 7 مليارات دولار من الإيرادات.
وهذه الإيرادات لا تمثل الإيرادات الكاملة. بل هي إيرادات الإعلانات فقط، وصرحت غوغل أن هذه الإيرادات تعكس نموًا يقدر بنسبة 83 في المئة مقارنة بنفس الربع من العام السابق.
ونتفليكس من ناحية أخرى قد حققت إيرادات ضخمة. حيث حققت عملاقة البث إيرادات تقدر بمبلغ 7.34 مليارات دولار كإيرادات إجمالية. وعبرت هذه الإيرادات عن نمو يقدر بنسبة 19.4 في المئة مقارنة بنفس الربع السابق.
وتوضح هذه النتائج مدى قوة نمو خدمة البث الخاصة بغوغل، حيث إنها حققت نموًا يكافئ أربعة أضعاف النمو الذي حققته نتفليكس.
والنقطة الأكثر إثارة للاهتمام هي أن الإيرادات المعلن عنها. وهي 7 مليارات دولار، تمثل إيرادات الإعلانات فقط، حيث إن غوغل لم تكشف عن إيرادات الخدمات المدفوعة YouTube Premium و YouTube Music و YouTube TV.
ويمكن أن نتفرض بأريحية أن إيرادات هذه الخدمات أكبر من فارق الإيرادات بين الشركتين. وهو ما يعني أن يوتيوب – بالرغم من أنها منصة مجانية ولا تعتمد على الاشتراكات إلا في خدمات محدودة ولا تقدم محتوى حصري – قد تمكنت من التفوق على نتفليكس.
وقد كشفت غوغل أيضًا عن نمو معدلات استخدام منصتها المرئية عبر التلفاز. حيث ذكرت أن 120 مليون مستخدم حول العالم قد استخدموا يوتيوب عبر التلفاز. هذا في مقابل 100 مليون مستخدم في العام السابق.
ومن المفهوم أن هناك اختلافات جمّة بين نتفليكس ومنصة غوغل. إلا أن الأخيرة قد تمكن من جذب أعداد ضخمة من المستخدمين وتحقيق إيرادات مرتفعة. وقد حدث هذا بالرغم من أنها لا تمتلك مكتبة فنية كتلك المتوفرة لدى منافسيها.
