الأحد, نوفمبر 24
Banner

الجمهورية : اللقاء الرابع اليوم يحدّد مسار التأليف.. ‏واستنفار سياسي لدرء الفتنة

جاء في صحيفة ” الجمهورية ” : قفز الأمن فجأة في عطلة الاسبوع الى واجهة الاهتمامات، نتيجة ‏انتكاسة خطيرة تعرّض لها في منطقة خلدة، بدأت بحادث قتل عنصر ‏من “حزب الله” خلال حفل زفاف في الجية على خلفية ثأر السبت، ‏ليعقبه أمس مكمن استهدف موكب المشيّعين في خلدة سقط فيه 5 ‏قتلى وعدد من الجرحى، فتسارعت الاتصالات على كل المستويات ‏منعاً للفتنة ووقفاً للاشتباكات التي أدّت الى إقفال الطريق الساحلية ‏الى الجنوب في محلة خلدة، قبل ان يتدخل الجيش ويبدأ حملة ‏تمشيط في المنطقة بحثاً عن مطلقي النار لاعتقالهم واحالتهم الى ‏المحاكمة. واللافت انّ هذا التطور الامني الخطير جاء عشية اللقاء ‏الرابع المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ‏المكلّف نجيب ميقاتي، الذي يُعوّل عليه ان يحقق تقدّماً ملموساً في ‏اتجاه تأليف الحكومة إن لم ينتهِ بتأليفها. كذلك جاء قبل ايام على ‏ذكرى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، والذي يُتوقع ان يشهد ‏حراكاً شعبياً عارماً، يضغط في اتجاه كشف الحقيقة في هذا الانفجار.‏

‏ فقد قُتل 5 أشخاص بينهم ثلاثة عناصر من “حزب الله” في منطقة ‏خلدة في “مكمن” نصبه مسلحون من العشائر العربية التي تقطن ‏في المنطقة، تلاه اشتباك مسلّح خلال تشييع احد عناصر “الحزب” ‏علي شبلي الذي قُتل السبت على خلفية قضية ثأر. وتحدث مصدر ‏أمني لوكالة “فرانس برس” عن مقتل ثلاثة عناصر من الحزب من جراء ‏‏”المكمن” خلال التشييع، سرعان ما تطور إلى اشتباكات مسلحة ‏أوقعت قتيلين آخرين وعدداً من الجرحى.‏

‏ ‏وأعلنت قيادة الجيش، أنّ وحداتها المنتشرة في خلدة “ستطلق النار ‏في اتجاه أي مسلح يتواجد على الطرق في خلدة، وفي اتجاه أي ‏شخص يُقدم على اطلاق النار من أي مكان آخر”. وقالت إنّ ‏‏”مسلحين” أقدموا “على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، ما أدّى ‏الى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عدد من ‏المواطنين وأحد العسكريين”.‏

‏ ‏وندّد “حزب الله” في بيان بتعرض المشيّعين لـ”كمين مدبّر وإطلاق نار ‏كثيف من قِبل المسلحين”، مطالباً “الجيش والقوى الأمنية بالتدخّل ‏الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع. وأهاب بالأجهزة الأمنية ‏والقضائية ملاحقة المحرّضين والتصدّي الحازم لمحاسبة الجناة ‏والمشاركين معهم. وقال انّ “علي شبلي قضى بفعل منطق التفلّت ‏والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة”، وأضاف: “نهيب ‏بالأجهزة الأمنية والقضائية ملاحقة المحرّضين الذين أدمنوا النفخ في ‏أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين”.‏

‏ ‏وطالب رئيس الجمهورية ميشال عون قيادة الجيش باتخاذ الإجراءات ‏الفورية لإعادة الهدوء إلى منطقة خلدة، وتوقيف مطلقي النار ‏وسحب المسلحين منها. واعتبر أنّ “الظروف الراهنة لا تسمح بأي ‏إخلال أمني أو ممارسات تذكّي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا ‏بدّ من تعاون جميع الأطراف تحقيقاً لهذا الهدف”.‏

‏ ‏وحضّت قوى سياسية عدة، بينها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، الى ‏‏”ضبط النفس”، منبهاً الى ضرورة “عدم الإنجرار الى الفتنة والاقتتال ‏الذي لا طائل منه”. فيما دعا تيار “المستقبل” بتوجيه مباشر من ‏الرئيس سعد الحريري، “جميع اللبنانيين إلى الوعي والابتعاد عن كل ‏ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها ‏تأزيم الأمور في أي منطقة، وتجنّب نشر أي أخبار أو تعليقات غير ‏مبرّرة على وسائل التواصل الاجتماعي”.‏

‏ ‏وتعود جذور الاقتتال في خلدة الى توتر اندلع في 28 آب 2020، إثر ‏تعليق مناصرين لـ”حزب الله” رايات دينية في المنطقة، تطور الى ‏اشتباكات بينهم وبين مسلحين من عشائر عربية، أوقعت قتيلين ‏أحدهما حسن غصن. وأقدم شقيق غصن السبت على قتل شبلي ‏انتقاماً.‏

‏ ‏مشهدان

‏ ‏الى ذلك، وعلى رغم الانتكاسة الخطيرة التي اصابت الامن ودفعته ‏الى صدارة الاهتمامات، فإنّ مشهدين أساسيين سيخيمان على هذا ‏الأسبوع، ويستقطبان أنظار الرأي العام اللبناني والدولي: مشهد ‏الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب، في ظل دعوات ‏واسعة الى المشاركة في هذه المحطة التي ستتخلّلها مواقف ‏سياسية عالية النبرة ومسيرات شعبية غاضبة. ومشهد تأليف الحكومة ‏الذي يُستكمل في جلسة رابعة اليوم بين رئيس الجمهورية ميشال ‏عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، وسط تفاؤل حذر بإمكانية تجاوز ‏العِقّد الموجودة سريعاً.‏

‏ ‏ولاحظت مصادر مواكبة للإستحقاق الحكومي، ان “لكل انطلاقة ‏اندفاعتها وفرصتها وديناميتها، فلا يفترض تفويت هذه الانطلاقة سعياً ‏للاختراق الحكومي، وفي حال تمّ تفويتها يعني أنّ التأليف دخل في ‏رتابة ما بعدها رتابة وعاد إلى المربع الأول وتوسّع الشرخ وتفاقمت ‏التعقيدات وتبدّدت فرص الولادة الموعودة. ويبدو انّ عون وميقاتي ‏سيحاولان الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من الاندفاعة الجديدة من ‏أجل ولادة سريعة للحكومة، لإدراكهما انّ ما يمكن انجازه اليوم وسط ‏مواكبة داخلية وخارجية حثيثة، يصعب انجازه لاحقاً”.‏

‏ ‏واضافت هذه المصادر: “طالما انّ العِقَد محلية لا خارجية، ولا يوجد ‏قرار سياسي بعدم التأليف، وهناك رغبة محلية وخارجية بإنهاء الفراغ، ‏وانسجام متبادل بين عون وميقاتي، فيعني انّ إمكانية تدوير الزوايا ‏والوصول إلى مساحات مشتركة ممكنة، خصوصاً انّ المخارج موجودة ‏متى وُجدت النيات الصافية للوصول إلى حل، والنيات موجودة ‏مبدئياً، ولذلك، إمكانية ولادة الحكومة غير متعذرة وغير مستبعدة”. ‏واعتبرت “انّ المقارنة لا تجوز بين مفاوضات التأليف السابقة ‏والمفاوضات الحالية، لأنّ الأولى كانت تجري على خلفية خلاف ‏مستحكم بين عون والرئيس سعد الحريري وتوازن رعب وسعي إلى ‏التأليف على قاعدة غالب ومغلوب. بينما تجري الثانية وسط مودة ‏متبادلة وسعي مشترك للوصول إلى مساحة وسطى، وهذا لا يعني ‏انّ العِقد غير موجودة واصطناعية. إنما متى كانت هناك رغبة في ‏الوصول إلى حل يُصار إلى تجاوز العقِد على قاعدة لا غالب ولا ‏مغلوب”.‏

‏ ‏ورجحت المصادر “ان يكون الأسبوع الراهن مفصلياً على مستوى ‏التأليف، فإذا تمّ تجاوز عقدة وزارة الداخلية وغيرها، وبدأت عملية ‏إسقاط الأسماء على الحقائب الوزارية، يعني انّ الولادة أصبحت ‏وشيكة. وفي حال تعقدّت الأمور والخلاف راوح على توزيع الحقائب ‏السيادية، فيعني انّ فرص التأليف بدأت تتراجع، في اعتبار انّ لا مبرر ‏لعدم تجاوز كل هذه العِقد، خصوصاً انّ الأوضاع الكارثية تستدعي ‏ذلك، فضلاً عن انّ كل الأنظار الداخلية والخارجية شاخصة وداعمة ‏لمساعي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. فهل تحصل مفاجأة ‏وتتشكّل الحكومة قبل 4 آب، أم انّ هناك من يفضِّل ترحيل التأليف ‏الى ما بعد هذه المحطة، تجنباً لوضع الحكومة الجديدة في وجه ‏الناس الغاضبين؟”.‏

‏ ‏اللقاء الرابع

‏ ‏وعشية اللقاء الرابع بين عون وميقاتي، تعدّدت الروايات التي اطلعت ‏عليها “الجمهورية”، والتي راوحت بين متفائلة ومتشائمة ومتريثة في ‏الحكم مسبقاً على ما يمكن التوصل اليه، على ضوء سلسلة من ‏المواقف التي تعزز الاتجاه نحو الفشل في إمكان التوصل الى توافق ‏على تذليل العقبات التي تحول دون بلوغ مرحلة إسقاط الاسماء على ‏الحقائب قبل التفاهم على توزيعها على المذاهب، ما لم تتعزز ‏التدخّلات الخارجية وسط غياب الوسطاء الداخليين.‏

‏ ‏وقالت مصادر ميقاتي، انّه لا يمكنه التعاطي مع اي طرف غير رئيس ‏الجمهورية. فهو الذي يتولّى الاتصالات كشريك أساسي في تشكيل ‏الحكومة، وليس ملزماً بالاستماع الى اي من المواقف التي تتردّد من ‏وقت لآخر على ألسنة شخصيات ومسؤولين ليسوا على علاقة ‏بالمفاوضات الجارية. فالرئيس المكلّف هو الذي يتولّى الاتصالات ‏مباشرة مع رئيس الجمهورية وليس هناك من مطابخ أخرى.‏

‏ ‏بعبدا تدعو الى الانتظار

‏ ‏ولفتت مصادر قصر بعبدا الى انّها تنتظر لقاء اليوم ليظهر مدى تقدّم ‏المساعي لتشكيل الحكومة، بعد اعادة النظر ببعض الحقائب العادية ‏غير السيادية وتأجيل البحث فيها، ولا سيما منها حقيبتا وزارتي الداخلية ‏والعدل الى المرحلة التي تبدأ اليوم، حسبما توافق عون وميقاتي ‏الخميس الماضي. واصفة مهلة الايام الاربعة بأنّها كافية لتوفير أجوبة ‏واضحة.‏

‏ ‏زوبعة

‏ ‏وكان مستشار رئيس الجمهورية وزير الدولة السابق بيار رفول، قد ‏أطلق مواقف سلبية تسببت بزوبعة من الردود غير المألوفة، بعدما ‏اوحت بإمكان حصول نزاع خفي مع ميقاتي، وخصوصاً عندما توجّه ‏اليه عبر محطة الـ “‏OTV‏” محذّراً من الاستمرار على نهج الرئيس سعد ‏الحريري ورؤساء الحكومات السابقين و”إلّا بيروح متل ما راح الحريري”.‏

‏ ‏أوساط ميقاتي توضح نواياه

‏ ‏وقد ردّت اوساط ميقاتي بمقال عبر موقعه الإلكتروني “ليبانون 24″، ‏تناول مواقف رفول بعد مقدّمة عرضت لنيات ميقاتي، فقالت: “يصرّ ‏الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي على تفاؤله بإمكان ‏التوافق على تشكيل حكومة جديدة، مستنداً الى ثلاث جلسات عقدها ‏مع رئيس الجمهورية ميشال عون اتسمت بالإيجابية والصراحة”. ‏واضافت، انّ الرئيس المكلّف “لمس رغبة لدى رئيس الجمهورية ‏بالتوصل الى حل، لكن العبرة تبقى في ما يستجد لاحقاً، خصوصاً عند ‏الوصول الى النقاط التي يمكن ان تتباعد الآراء في شأنها”.‏

‏ ‏وفي رأي الرئيس المكلّف “انّ من أبرز مهمات الحكومة الجديدة اجراء ‏الانتخابات النيابية في السنة المقبلة، وهي الاستحقاق الذي يشكّل ‏المحطة الأبرز في اعادة تكوين السلطة السياسية، بما يتوافق مع ‏المستجدات التي حصلت منذ ثورة 17 تشرين الاول 2019. ومن هذا ‏المنطلق، يعتبر الرئيس ميقاتي انّ من سيتولّى الحقيبتين الاساسيتين ‏المعنيتين بهذا الاستحقاق يجب ان يكون محايداً، من دون ان يعني ‏ذلك عدم التفاهم مع رئيس الجمهورية على الموضوع”.‏

‏ ‏واضافت هذه الأوساط: “في مقابل هذه الايجابية، تزداد المؤشرات ‏السلبية من الجو المحيط برئيس الجمهورية، وكان أكثرها وضوحاً ما ‏قاله مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول ليل امس في ‏حديث مسائي طويل الى محطة ‏OTV، الذي وصل خلال مناقشة ما ‏هو مقترح حكومياً، الى حدّ تهديد الرئيس المكلّف، قائلا: “اذا بدو يضلّ ‏ع شروطو بيطير متل ما طار الحريري”.‏

‏ ‏ونسبت هذه الاوساط الى مراقب عقّب على تهديد رفول بجملة ‏توجّهت بها قرنفل (فيروز) لشاكر الكندرجي (ايلي شويري) في مسرحية ‏‏”صح النوم”: “روح روح يا بلا مربا”.‏

‏ ‏مواقف

‏ ‏وفي المواقف، شدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في ‏عظة الاحد، على تأليف الحكومة “بالإتفاق بين رئيس الحكومة المكلّف ‏ورئيس الجمهوريّة وفقًا لنصّ الدستور وروحه، ولميثاق الشراكة ‏المتساوية والمتوازنة، وبموجب الضمير الوطنيّ. كما جرت العادة مذ ‏كانت دولةُ لبنان الكبير، قبلَ اتّفاق الطائف وبعده”. وقال: “نترّقبُ أن ‏تَتِمَّ ترجمةُ الأجواءِ الإيجابيّةِ المنبعِثةِ من المشاوراتِ بين رئيس ‏الحكومة المكلّف ورئيس الجمهوريّة، بإعلانِ حكومةٍ جديدةٍ يُطِلّان بها ‏على الشعب والعالم”.‏

‏ ‏وشدّد الراعي على انّه “لا يجوز أن يبقى منصبُ رئاسةِ مجلسِ الوزراءِ ‏شاغرًا. ولا يجب أن يبقى العهدُ في مرحلتِه النهائيّةِ بلا حكومة. لم يَعُدِ ‏الوضعُ يحتملُ انتظارَ أشهرٍ أو أسابيعَ ولا حتى أيام. لسنا في سباقٍ ‏مع الوقت، بل مع الانهيار والعقوبات الدولية. إذا وُجدت النيّةُ والإرادةُ، ‏تؤلَّفُ الحكومةُ بأربعٍ وعشرين ساعة”. واضاف “أنَّ التأليفَ لا يزال ‏يَصطدِمُ بنوعٍ آخَرَ من الحصاناتِ هي حصاناتُ الهيمنةِ ونفوذ ‏السياسيّين، وحصانات الأحزابِ والكتلِ والمصالح والمحاصَصة ‏والولاءاتِ الخارجيّةِ، كما يصطدم بحساباتٍ تتعدّى تأليفَ حكومةِ ‏إنقاذ”. ورأى انّ “المضحك المبكي أنّ الجميع أعلنوا بالأمس أنّهم لا ‏يريدون شيئًا، وها هم اليوم يريدون كلَّ شيء”.‏

‏ ‏‏”حزب الله”‏

‏ ‏وأكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي ‏الدين “أننا قد لا نملك نحن حلولاً كاملة لكل ما هو في لبنان، لأننا ‏لسنا لوحدنا فيه، وإنما يجب أن نصل مع الآخرين إلى حلول مشتركة”.‏

وأكّد “أننا سنبقى مع الناس الذين نخدمهم ونعرف أوجاعهم وآلامهم ‏من أجل الوصول إلى أي حل أو أي علاج، ولذا نحن وافقنا على أن ‏تتشكّل الحكومة بشكل سريع، وأعطينا التسمية، لأننا فعلاً نريد ‏حكومة، بغض النظر عن كل السخافات والتأويلات لبعض السياسيين ‏والإعلاميين أو الخبثاء الذين تحدثوا على مدى كل الأشهر الماضية عن ‏أننا ننتظر المفاوضات الإيرانية- الأميركية، فيما بينت النتائج بأنّ هؤلاء ‏البعض هم الذين ينتظرون هذه النتائج، وليس نحن من ينتظرها، فهم ‏ينتظرون الوعود الأميركية، والأوهام التي أوصلتهم وأوصلت بلدنا إلى ‏ما نحن عليه اليوم”.‏

ولفت إلى أنّ “الفارق بيننا وبين الآخرين، هو أنّ الآخرين يعدون الناس ‏بأوهام، مستندين فيها على الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول ‏الخليجية، أما نحن، فإننا نعتمد على وقائع ومسؤولية وحضور دائم ‏في الساحة، وعلى بذل كل جهد يمكن أن نبذله”.‏‏ ‏

عوده

‏ وبدوره متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس ‏عوده، اكّد خلال قداسٍ أقيم في كنيسة القديس نيقولاوس في ‏الأشرفية لراحة نفوس جميع الذين سقطوا في 4 آب، أنّ “شبح الموت ‏ما زال مخيّماً على بيروت، وما زلنا نعيش في غموض مميت، فسنة ‏إنقضت على إنفجار المرفأ ولم تُكشف الحقيقة ولم يتوصّل المعنيون ‏إلى جواب، فهل هي صدفة أم عملاً مقصوداً لمنع ظهور الحقيقة”. ‏وسأل: “هل مثول المسؤول أمام القاضي بهذه الصعوبة، فكيف يواجه ‏الشعب وهو يخلّ بأبسط واجباته، ولو لم يكن لديه ما يخشاه هل كان ‏ليتردّد للحظة؟ فعيب أن يتقاعس إنسان ويتعامى عن واجبه”. وقال: ‏‏”إنهم يستغلّون الحصانة لإبعاد كأس التحقيق وللتهرّب من الإدلاء ‏بالشهادة التي تُنير التحقيق وتساعد في الوصول إلى الحقيقة”. ‏ولفت إلى أنّه “إذا لم يتوصل القضاء اللبناني إلى قول كلمة العدل ‏بإسم الشعب اللبناني لسبب التدخّل السياسي وإعاقة التحقيق، نشجع ‏الأهالي ونطلب معهم إنشاء لجنة تحقيق دولية للنظر في أفظع ‏جريمة حصلت في هذا العصر”.‏

‏ ‏قبلان

‏ ‏واشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الى “أنّ البلد الآن ‏مهدّد بكارثة لم تخطر على بال أحد، ومع ذلك لا حكومة وقد لا تكون ‏حكومة، والفراغ خارج الإطار الفرنسي مقصود وبشدة، والثمن السياسي ‏الأمني خطير”. وشدّد على أنّ “ترك لبنان بلا حكومة طوارئ خيانة ‏وطنية وجريمة عظمى، واللاعب الدولي الإقليمي موجود بقوة. ‏فالمطلوب حماية لبنان عبر حكومة طوارئ وطنية، لأنّ أغلب شروط ‏الفوضى صارت جاهزة بالمطابخ الدولية الإقليمية والمحلية، ومن يزرع ‏شوك الفراغ اليوم سيحصد خراب البلد غداً”.‏

Leave A Reply