ارتأى الفنّان فادي أندراوس بمبادرة نبيلة أن يعبّر عن تضامنه مع ضحايا انفجار ٤ آب حيث طرح أغنية وطنية بعنوان “أنا بيروت”، لتكون ناطقة بلسان كل أم وأب ولبناني وإنسان عاش وما زال يعيش تداعيات انفجار مرفأ بيروت؛ خاصة لكونها أطلقت تزامناً مع ذكرى مرور سنة على تلك المأساة، تكريماً لأرواح الضحايا و كصرخة عتب وغضب من اللبنانيين خاصّة، والعالم عامّة، ثورةً على الذي حصل.
تمزج “أنا بيروت” بين التعاطف والرّوح الثورية المليئة بالدفاع عن الحقّ، التي تناضل ولا تموت، كنفس فادي التي تأبى الاستسلام أو الانهزام رغم الصعوبات. وقد عبّر عن هذه الروح القويّة في وقت الحزن والدمار مباشرة من موقع حدوث الانفجار من مرفأ بيروت، عبر كلام الأغنية المعزي والمقوّي وعبر اللحن والتوزيع الموسيقي الزخم لـ”أنا بيروت”.
الأغنية من كلمات وألحان الرّاحل ألفريد الأسعد الذي فارق الحياة مؤخراً بعد إصابته بفيروس كورونا، كما شارك فادي في كتابتها، وهي من توزيع داني الحلو الذي مزج بين الأوركسترا الكلاسيكية وفرقة فادي الروك الموسيقية. أمّا الفيديو كليب فهو من إخراج طارق عائشة وإنتاج AT Production.
وأطلق على قناته الخاصّة على يوتيوب وجميع المتاجر الرقمية العالمية، كما عرضته بعض الشاشات المحلية.
كعادته، حرص فادي على إضافة لمساته الإبداعيّة ليقدّم باختصار “عملاً صادقاً ومن القلب” فاختار أن يكون موقع التصوير مرفأ بيروت لتكون الصّورة أقرب إلى الواقع الأليم، وهذا ما أسهم بدوره بالتعبير عن صدق المشاعر أثناء أداء الأغنية وتصوير مشاهد الكليب من قبل فريق العمل بكامله.
كما أنّ عنوان الأغنية #انا_بيروت أسهم بتفاعل اللبنانيين على تويتر ما جعل الهاشتاغ تتصدّر الرقم واحد على تويتر في لبنان بعد ساعات قليلة من إصدارها.
نذكر أنّ فادي قدّم سابقاً أغنية وطنية بعنوان “فلسطين ولبنان” عام ٢٠٠٩ حيث لاقت وما زالت تلقى وقعاً كبيراً، وهو يشجّع الحسّ الوطني عند الشباب من خلال فنّه الذي يتميّز بمستوى متقدّم عن الأعمال التي نشهدها عادةً في العالم العربي.
وظّف فادي هذا المستوى الفني هذه المرّة وبحرفية عالية لخدمة قضيّة وطنية تعنيه تماماً كما تعني جميع اللبنانيين حول العالم، وهو يؤمن بأنّ بيروت سوف تعود يوماً إلى أمجادها.
